قمة بوتين - بايدن.. مبارزة مفتوحة أم إدارة أزمة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

باهتمام بالغ، ينتظر العالم لقاء القمة الأول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن في جنيف، والذي يأتي في أكثر أجواء العلاقات الثنائية اضطراباً، تخللتها احتقانات لم تشهدها حتى في مرحلة الحرب الباردة.

صحيح أن قمة بوتين – بايدن التي ستستمر 5 ساعات تمثل فرصة حقيقية للتواصل المباشر الأول بين الزعيمين، إلا أن خفض التوتر العالي بين البلدين لا يبدو سهلاً أمام الكم الهائل من الملفات الخلافية، التي لم تتراجع عن المنسوب الذي وصلت إليه في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلافاً لتوقعات كثير من المراقبين.

ورغم أنه حتى الساعات الأخيرة المتبقية أمام بدء القمة، لم يتم حسم مسألة التوقيع على أي وثائق نهائية، إلا أن التصريحات الرسمية الروسية وقراءات المحللين السياسيين تذهب نحو التأكيد على أهمية استعادة الاتصالات الشخصية والحوار المباشر بين الرئيسين، وإنشاء آليات عملية وفعالة، بالحد الأدنى، في المجالات التي توجد فيها مصالح مشتركة مباشرة للبلدين، كالاستقرار الاستراتيجي والصراعات الإقليمية وحماية البيئة، فضلاً عن العلاقات الثنائية (بما في ذلك اعتقال الروس في بلدان ثلاثة بناءً على طلب الولايات المتحدة)، وتغير المناخ، وفيروس كورونا، والجرائم الإلكترونية، والصراعات الإقليمية في أوكرانيا وسوريا وناغورنو كاراباخ، وغيرها.

قلق أمريكي

ويتوقع المحلل السياسي في العلاقات الدولية ألكسندر دومرين، أن يجرى التركيز في القمة على مناقشة الملف الأوكراني، ولكنه يستبعد أن يتم التوصل إلى تفاهم سريع حول هذه القضية، إذ لا يبدو البيت الأبيض مستعداً لإبرام اتفاقيات تشكل انفراجاً حول هذا الملف. كما يلفت دومرين إلى قلق واشنطن بشأن الأمن السيبراني، ولكنه يعد أن احتمال أن تبدأ الشرطة الروسية بالبحث عن مجرمي الإنترنت فور طلب الولايات المتحدة ضئيل للغاية.

في المقابل يرى عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال الأمريكي الروسي، دانييل يرغين، أن رفع العقوبات الأمريكية عن خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، وهو ما سمي «هدية لبوتين»، لا يعدو كونه غصن زيتون أمريكياً إلى الكرملين قبل القمة، في محاولة لإبعاد موسكو عن بكين الأمر الذي يستبعده يرغين بشدة. وعدّ أن الشيء نفسه ينسحب على مواضيع التسوية في الشرق الأوسط، والوضع في سوريا وليبيا وأفغانستان والوضع في شبه الجزيرة الكورية والبرنامج النووي الإيراني والأزمة الأوكرانية الداخلية والأوضاع في بيلاروسيا، معللاً ذلك بتراكم العديد من المشكلات الخطيرة بسبب الخطوات أحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة.

خطوط حمراء

يذهب رئيس الجامعة الأمريكية في موسكو، إدوارد لوزانسكي، إلى حد احتساب المهمة الرئيسة للقمة الروسية الأمريكية تحديد «الخطوط الحمراء»، ومنع التقاطع بين هذه الخطوط، متابعاً إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى حالة كارثية، ولا توجد تحسينات واعدة في المستقبل المنظور. وفقاً للوزانسكي، فإن الزعيم الأمريكي يخشى من أن أي تلميح إلى نوع من التسوية مع موسكو يمكن أن يتسبب في موجة من الانتقادات في الولايات المتحدة.

Email