بوادر اضطرابات أمنية في أفغانستان مع استمرار الانسحاب الأمريكي

جنود أمريكيون ينزلون العلم الأمريكي خلال تسليم قاعدة عسكرية في هلمند للأمن المحلي / أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهرت أولى تداعيات الانسحاب الأمريكي المتدرج من أفغانستان مبكراً، حيث رغم أن الانسحاب ما زال أقل من 6 في المئة إلا أن حركة طالبان شنت هجوماً ضخماً جنوبي البلاد ما تسبب في أكبر موجة نزوح مدنية منذ سنوات.

وأعلن الجيش الأمريكي الثلاثاء أنه حقق حتى الآن 2 إلى 6% من انسحابه من أفغانستان على أن تستكمل العملية بحلول 11 سبتمبر. وذكرت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي «سنتكوم» بأن الجيش الأمريكي أعاد إلى القوات الأفغانية قاعدة كمب أنتونيك في ولاية هلمند (جنوب) التي تعتبر معقلاً لحركة طالبان. ومع استكمال العملية التي بدأت منذ أشهر، سيتولى الجيش الأفغاني وحده مسؤولية التصدي لحركة طالبان التي باتت تسيطر أو تتحدى سلطات كابول على أكثر من نصف الأراضي الأفغانية.

بالتزامن مع الانسحاب، قال مسؤولون وسكان إن قوات الأمن الأفغانية تصدت لهجوم ضخم شنته حركة طالبان في إقليم هلمند في الساعات الأربع والعشرين الماضية في حين شن المتشددون هجمات في مختلف أرجاء البلاد بعد انقضاء الموعد المقرر لانسحاب القوات الأمريكية.

وقال الملا جان الذي يقيم بإحدى ضواحي مدينة لشكركاه عاصمة إقليم هلمند لرويترز «كانت هناك عاصفة من زخات الأسلحة الثقيلة والانفجارات في المدينة»، مشيراً أيضاً إلى دوي طلقات الأسلحة الصغيرة.

وقال عطا الله أفغان رئيس المجلس المحلي لإقليم هلمند إن طالبان شنت هجومها أمس الاثنين من عدة اتجاهات وهاجمت نقاط تفتيش على مشارف لشكركاه وسيطرت على عدد منها. وشنت قوات الأمن الأفغانية ضربات جوية ونشرت قوات خاصة في المنطقة. أمكن التصدي للمتشددين لكن القتال استمر اليوم.

وأفاد مسؤولون الثلاثاء أن آلاف الأفغان أجبروا على الفرار من منازلهم جراء اندلاع المعارك. وكشف سيد محمد رامين مدير شؤون اللاجئين في المنطقة عن أن نحو ألف عائلة فرت من منازلها هرباً من القتال الذي اندلع على مشارف لشكر غاه عاصمة هلمند وفي أجزاء أخرى من الولاية.

وقلل البنتاغون من أهمية هذه المعارك، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي: «لم نر شيئاً حتى الآن يؤثر على الانسحاب أو كان له أي تأثير كبير على المهمة الحالية في أفغانستان».

Email