ساحل العاج.. اقتراعٌ نيابي وحلفاء الرئيس يواجهون حزبيْن معارضيْن

أدلى الناخبون في ساحل العاج بأصواتهم في انتخابات برلمانية يواجه فيها حلفاء الرئيس الحسن واتارا تحدياً مشتركاً من جانب حزبين معارضين، بقيادة رئيسين سابقين.

وتأتي الانتخابات بعد أشهر فقط من فوز واتارا بفترة رئاسية ثالثة، في انتخابات شابتها اضطرابات، أسفرت عن مقتل 85 شخصاً على الأقل، في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد، منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها في عامي 2010 و2011.

وبعد مقاطعة الانتخابات الرئاسية في أكتوبر، احتجاجاً على قرار واتارا بالسعي لفترة رئاسية ثالثة، قدم حزبا الرئيسين السابقين، هنري كونان بيدييه ولوران باجبو، مرشحين للانتخابات البرلمانية على قائمة مشتركة.

ومن شأن السيطرة الواضحة على البرلمان من قبل حزب واتارا الحاكم، التجمع من أجل الديمقراطية والسلام، المضي قدماً في تنفيذ أجندة قائمة على جذب الاستثمار إلى أكبر منتج للكاكاو في العالم.

وقال واتارا بعد الإدلاء بصوته: «مشاركة جميع الأحزاب الرئيسة في هذه الانتخابات، تمثل تطوراً يؤكد التقدم الديمقراطي في بلادنا».

وصوّت الرئيس السابق هنري كونان بيديه، الذي كان يرتدي زياً أسود، ويتزعم الحزب الديمقراطي لساحل العاج، البالغ من العمر 86 عاماً، في نفس المركز، ودعا اللجنة الانتخابية المستقلة، إلى العمل على ضمان عدم الغش والاضطراب.

كما دعا الحكومة إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين الاقتراع، وتجنب أعمال العنف.

وفي يوبوغون، البلدة الشعبية في أبيدجان، التي تضم أكبر عدد من الناخبين في ساحل العاج، قالت السبعينية ندري تانوه، إنها سعيدة لإنجاز واجبي المدني، وتريد أن تحصل عميلة التصويت بهدوء وسلام.

وصوّت المرشح عن هذه البلدة، ميشيل غباغبو، ابن الرئيس السابق لوران غباغبو، معرباً كذلك عن أمله بأن تجري الأمور بهدوء وسلام، داعياً أنصاره إلى عدم الانجراف وراء أي استفزاز.

وكانت الجبهة الشعبية لساحل العاج، قاطعت كل عمليات الانتخاب التي جرت منذ اعتقال غباغبو في أبريل 2011 في أبيدجان، ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بعد أعمال العنف أعقبت الانتخابات، وقتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. ومن أجل عودتها، أبرمت الجبهة الشعبية، التي تعد محرك تحالف «معاً من أجل الديمقراطية والسيادة»، خلفاً انتخابياً مع منافسها التاريخي «الحزب الديمقراطي لساحل العاج»، بقيادة الرئيس الأسبق هنري كونيه بيدييه.

وأسس الحزب الديمقراطي لساحل العاج، فيليكس هوفويت بوانيي «أبو الاستقلال»، الذي كان لوران غباغبو من معارضيه الرئيسين، ما أدى إلى سجنه مرات عدة.