تقرير إخباري

موسكو وأوروبا.. «نافالني» قضية تتفاعل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن لعبة شد الحبل بين موسكو والاتحاد الأوروبي لن تصل نهايتها في المدى المنظور، وقد تفاقمت كثيراً منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، من دون أن يتضح على نحو مباشر العلاقة بين رحيل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهذا التصعيد، علماً بأن ترامب كان متهماً بأن لديه ميولاً نحو موسكو، في حين لم تكن علاقته بالاتحاد الأوروبي ودية.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية قرار الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات ضد شخصيات روسية على خلفية قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، بـ«السيرك»، معتبرة أن ما يحدث أمراً مخططاً له مسبقاً. موقع قناة «آر تي العربية» الروسية نقل عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، القول أمس إن القرار الأوروبي «خارج حدود أي منطق.

وعندما يغيب المنطق فإن ذلك يعني أننا نتعامل مع قصة سخيفة تم التخطيط لها مسبقاً». وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي اتفقوا، أول من أمس، على فرض عقوبات جديدة على روسيا، على خلفية اعتقال نافالني الذي يواجه تهماً جنائية من القضاء الروسي.

وكان نافالني نجا من محاولة تسميم بغاز أعصاب وتم نقله لتلقي العلاج في ألمانيا. وقد عاد إلى روسيا منتصف يناير، حيث تم اعتقاله على الفور. وحكم عليه بالسجن بتهمة انتهاك قواعد الإفراج المشروط في إدانة سابقة بالاحتيال.

ومنذ ذلك الحين، تطالب دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإطلاق سراحه، الأمر الذي ترفضه موسكو على نحو قاطع. رد موسكو الجديد على الموقف الأوروبي هو الأشد حدة ولهجة منذ التصعيد الأخير. وكانت أول من أمس عبرت عن رفضها القرار الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولين روس، مشددة على أن هذا الإجراء غير قانوني.

رسالة روسية

ويبدو أن موسكو تريد توجيه رسالة للأوروبيين بأنها ليست الوحيدة التي ستتأثر من هذا التصعيد، لا بل إنها تؤكد عدم اكتراثها بالعقوبات.

وهذا ما فهم من بيان الخارجية الروسية الثلاثاء، حين قالت: «تمت إضاعة فرصة جديدة لإعادة تفكير الاتحاد الأوروبي في نهج الذرائع الاصطناعية والعقوبات والضغوط في العلاقات مع روسيا، والذي أظهر على مدار السنوات الماضية عدم فاعليته على الإطلاق».

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن «المسؤولين في بروكسل، عوض الاستفادة من هذه الفرصة، خضعوا لإملاءات نظام التحالفات والصور النمطية المناهضة لروسيا وضغطوا غريزياً على زر العقوبات»، مشددة على أنه «في مخالفة للمنطق السليم يتم في البداية اتخاذ قرار سياسي ومن ثم يجري التخطيط لاختيار المرشحين لتطبيقه بحقهم».

وفيما جددت واشنطن دعوتها للحكومة الروسية لإطلاق سراح نافالني، يرجّح مراقبون أن يؤدي هذا التناغم الأمريكي الأوروبي إلى زيادة التصعيد مع موسكو التي لا تبعث أي مؤشرات على التراجع أمام هذا الضغط.

Email