التوتر يتصاعد.. بكين وواشنطن على صفيح تايواني ساخن

أمريكا والصين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون ترقّبوا الشكل الذي تكون عليه السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن، إزاء العديد من الملفات الدولية الساخنة، ومنها الموقف من الصين، التي رفع الرئيس السابق دونالد ترامب، حدة التوتّر معها إلى مستويات غير مسبوقة. واستقطبت قضية تايوان، الأضواء مجدداً خلال الأيام الماضية، في ظل تصاعد التوتر، إذ حاولت الولايات المتحدة، مناكفة الصين عبر هذا الملف، الذي تعتبره بكين أساسياً، وترفض رفضاً قاطعاً أي حديث عن «استقلال أو انفصال» لتايوان.

لم يتأخّر اختبار الإدارة الأمريكية الجديدة. وزارة الخارجية قالت اليوم، إن دعم واشنطن لتايوان، يبقى «صلباً كالصخر»، على الرغم من «محاولات الترهيب»، من جانب الصين، التي حلق عدد من طائراتها فوق الجزيرة، لليوم الثاني على التوالي.

التصريحات الأمريكية هذه هي، الأولى حول تايوان، منذ تولي بايدن منصبه خلال الأسبوع الجاري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، في بيان، إنه «يلاحظ بقلق، التوجه الحالي لجمهورية الصين الشعبية إلى ترهيب «جيرانها»، بما في ذلك تايوان»، داعياً بكين إلى «وقف ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية» على الجزيرة.

الخارجية الأمريكية أعربت عن قلقها إزاء ما وصفته «الضغط العسكري الذي تمارسه الصين ضد تايوان»، مشيرة إلى أن ذلك «يهدّد السلام والاستقرار الإقليميين». وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة، نيد برايس «إن الولايات المتحدة تراقب بقلق، نمطاً لمحاولات الصين المستمرة لترهيب جيرانها، بما في ذلك تايوان». وأضاف «ستواصل الولايات المتحدة دعم الحل السلمي للقضايا عبر المضيق، بما يتفق مع رغبات ومصالح الشعب في تايوان».

وكان أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، قال خلال جلسة التصديق على توليه الحقيبة في مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، إنه «لا يوجد شك» في أن الصين تمثّل التحدي الأخطر أمام واشنطن، مقارنة بأي بلد آخر.

اللعب بالنار

وسبق أن وصفت الصين، في الثامن من الشهر الجاري، مواقف الولايات المتحدة إزاء تايوان، بـ «اللعب بالنار»، و«الاستفزازات المجنونة»، على خلفية الإعلان عن زيارة مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة لتايوان. وأكثر من ذلك، توعدت بكين، في بيان صادر عن بعثتها لدى الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، بأنها ستدفع «ثمناً باهظاً».

وفي آخر «تحديثات» الأزمة، قالت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم، إن طائرات تابعة لسلاح الجو الصيني، بينها 12 مقاتلة، توغّلت في منطقة الدفاع الجوي للجزيرة، لليوم الثاني. وأضافت الوزارة أن الصين أرسلت ست مقاتلات من طراز (جيه-10)، وأربعاً من طراز (جيه-16)، ومقاتلتين من طراز (إس.يو-30)، وطائرة استطلاع من طراز (واي-8)، وطائرتي (واي-8)، مضادتين للغواصات. وأشارت إلى أن القوات الجوية التايوانية، نشرت مقاتلاتها للرد.

وكان الطيران الصيني توغل 380 مرة العام الماضي، في منطقة الدفاع الجوي التايوانية - وهو رقم قياسي - ويبدو أن هذا التوجه مستمر، مع وصول بايدن إلى السلطة.

تحرّك أمريكي

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الأمريكي، إن مجموعة من حاملات طائرات أمريكية، بقيادة حاملة الطائرات (تيودور روزفلت)، دخلت بحر الصين الجنوبي، المتنازع عليه، لتعزيز «حرية البحار». وذكرت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي، في بيان، أن المجموعة الهجومية دخلت بحر الصين الجنوبي السبت.

وأضاف البيان أن المجموعة دخلت الممر المائي، الذي تطالب الصين بالسيادة على جزء كبير منه، لإجراء عمليات روتينية «لضمان حرية البحار، وبناء شراكات تعزز الأمن البحري».

وجاء في بيان الجيش الأمريكي، أن حاملة الطائرات تبحر برفقة طراد الصواريخ الموجهة بانكر هيل، والمدمرتين راسل وجون فين، المسلحتين بصواريخ موجهة.

وتعتبر الصين، تايوان، جزءاً من أراضيها، وصعّدت خلال الأشهر القليلة الأخيرة، نشاطها العسكري على مقربة منها. إلا أن أنشطة الصين في مطلع الأسبوع الجاري، شهدت تصعيداً، مع إرسالها مقاتلات وقاذفات، بدلاً من طائرات الاستطلاع، كما كان الحال في وجه العموم، خلال الأسابيع الأخيرة.

Email