عند «رئة العالم».. العشرات يموتون بسبب ندرة الأكسجين

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط أجواء من الحرّ الشديد، ينتظر عشرات الأشخاص منذ 12 ساعة لملء عبوات الأكسجين في محاولة لإنقاذ أقارب لهم في ماناوس البرازيلية (عاصمة ولاية الأمازون) التي تقع وسط غابات الأمازون (رئة العالم) المعروفة بألقاب مثل «قلب الأمازون» و«مدينة الغابات» الغارقة في الفوضى بسبب الارتفاع الكبير في أعداد مرضى «كورونا» (كوفيد 19).

وقال القس الإنجيلي فرناندو مارسيلينو واقفاً قرب قارورته الفارغة أمام نقطة بيع تابعة لشركة تعمل في المنطقة الصناعية في الأمازون: «الأكسجين ما زال يصل لكننا لا نعرف إلى متى سيبقى كذلك». وينبغي دفع ما بين 300 و600 ريال (57 إلى 114 دولاراً) لملء قارورة الأكسجين المعدة للاستخدام المنزلي، وفقاً لحجمها.

وأوضح مارسيلينو الذي يضع كمامتين وقفازين ونظارتين واقيتين "هنا، كل أسرة لديها فرد يعالج في المنزل. نفضل أن نفعل ذلك على تركهم يموتون في المستشفى".

في مستشفيات ماناوس، وهي مركز صناعي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، تسبب نقص الأكسجين، وهو أمر حيوي للتنفس الاصطناعي الذي يقدم للمصابين بأشكال حادة من فيروس كورونا المستجد، في وفاة عشرات الأشخاص نهاية الأسبوع الماضي.

الطواقم التمريضية مرهقة وهي تقود معركة خاسرة في كثير من الأحيان لإنقاذ الأرواح، فيما يضطر الأطباء لإجراء التنفس اليدوي للمرضى، بينما يموت آخرون اختناقاً.

وقال أحد سكان ماناوس عارضاً على هاتفه مقطع فيديو يظهر أحد المستشفيات ممتلئاً بالكامل فيما يتكدس المرضى على نقالات في الممرات، إنه أمر "غير إنساني".

في الأيام الأخيرة، ارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالفيروس في ماناوس من 142 إلى 187 لكل 100 ألف نسمة، أي ضعف المعدل الوطني تقريباً (100 وفاة لكل 100 ألف نسمة) في البرازيل، حيث توفي أكثر من 213 ألف شخص بسبب (كوفيد 19).

وقد يكون الارتفاع الحاد في عدد الإصابات، وفقاً للمتخصصين، ناتجاً عن انتشار نسخة متحوّرة من فيروس كورونا في منطقة الأمازون يحتمل أن تكون أشد عدوى مثل تلك التي ظهرت في المملكة المتحدة وفي جنوب أفريقيا.

وكثفت الحكومة التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم استجابتها لنقص الأكسجين، في الأيام الأخيرة، شحنات قوارير الأكسجين إلى المستشفيات بالطائرة أو القوارب.

ونظراً إلى وجودها في قلب غابات الأمازون المطيرة، فإن ماناوس لا تضم الكثير من الطرق المعبدة، ما يمثل مشكلة لوجستية فعلية.

ال روبرتو فريتاس (32 عاماً) الذي استمر في البحث لمدة يومين لملء قارورة الأكسجين من أجل إبقاء أحد أقربائه على قيد الحياة "كان يوم السبت الأسوأ ولم يتبقَ إلا كميات قليلة من الأكسجين".

وتمكن روبرتو أخيراً من الحصول على قارورة صغيرة، قبل الانطلاق مجدداً في منتصف الليل ليحجز دوراً في قائمة الانتظار عندما علم أن هناك شركة تبيع الأكسجين في المنطقة الصناعية.

كلمات دالة:
  • الأكسجين ،
  • المصابين،
  • الحر الشديد،
  • إنقاذ
Email