الكارثة أودت بحياة 122 قتيلاً وشردت الآلاف

الإمارات تتضامن مع تشيلي في ضحايا حرائق الغابات

سيارات أتت عليها حرائق الغابات في منطقة فالبارايسو | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت دولة الإمارات عن خالص تعازيها وتضامنها مع جمهورية تشيلي في ضحايا حرائق الغابات في مقاطعة فالبارايسو، التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن عدد كبير من المفقودين، وأحدثت أضراراً جسيمة.

وأعربت وزارة الخارجية، في بيان، أمس، نشرته على موقعها الرسمي، أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)، عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة التشيلية، وللشعب التشيلي الصديق، ولأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة حرائق اجتاحت مناطق سياحية، وسط تشيلي وجنوبها، إلى 122 قتيلاً على الأقل، وشردت آلاف الأشخاص، فيما باشرت البلاد يومي حداد وطني (أمس واليوم)، مع تواصل عمليات البحث عن ناجين، بحسب إفادة وكالة الطب الشرعي الحكومية، التي حددت هوية 32 فقط من الضحايا (122 قتيلاً).

وقال الرئيس التشيلي، غابريال بوريتش، «كل تشيلي تبكي فالبارايسو»، المنطقة الساحلية الوسطى التي يجتاحها حريق أصبح ثالث أكثر حريق غابات حصداً للأرواح في العالم خلال القرن الحالي.

وأفادت الهيئة الوطنية للكوارث أن النيران أتت على حوالي 26 ألف هكتار في المناطق الوسطى والجنوبية. وفرضت السلطات حظر تجول وطلبت من آلاف السكان في المناطق المتضررة إخلاء منازلهم.

وأفادت السلطات أن حوالى 40 حريقاً ما زال مشتعلاً وتعمل على إطفائه، مع عمليات إجلاء في منطقة تيل تيل، الواقعة على مسافة 60 كيلومتراً، شمالي العاصمة سانتياغو، وكذلك في منطقة غالفارينو، الواقعة على مسافة 400 كيلومتر جنوبي العاصمة.

وأعلن بوريتش، الذي التقى ناجين من الحريق في مستشفى «فينيا ديل مار»، حالة الطوارئ، وتعهد تقديم الدعم الحكومي، لمساعدة الناس على النهوض.

وسجل العدد الأكبر من القتلى في منطقة فينيا ديل مار، السياحية المعروفة بشواطئها وحدائقها النباتية. كما كان بوريتش، حذر أول من أمس، من أن حصيلة القتلى السابقة البالغة 112 قد ترتفع «بشكل كبير».

بينما انقطعت الكهرباء عن المناطق الواقعة على التلال المطلة على المنطقة السياحية، وامتلأت الشوارع بسيارات متفحمة، والحطام، والرماد.

وتوافد متطوعون إلى أكثر المناطق تضرراً، لمساعدة الأسر، وإنقاذ الحيوانات الأليفة، وتوصيل الطعام، والمياه، والخيام. فيما كان عمال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ضحايا إضافيين محتملين. إذ يكافح النيران نحو 1400 إطفائي، و1300 عسكري ومتطوع، مدعومين بـ31 مروحية، وطائرة، لمكافحة الحرائق.

وبحسب وزير الداخلية التشيلي، كارولينا توها، كانت حرائق نهاية الأسبوع، «بلا شك» أكثر الحرائق حصداً للأرواح في تاريخ تشيلي. وقال رئيس البلدية، ماكارينا ريبامونتي، لصحافيين، إن «190 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين» في المدينة.

واندلعت الحرائق في المنطقة، الجمعة، وأججتها الرياح، وسط موجة حر شديدة، وصلت درجات الحرارة فيها إلى قرابة 40 درجة مئوية. كما تحقق السلطات فيما إذا كانت الحرائق أشعلت عمداً.

وصرح شهود عيان لـ«فرانس برس»، تفاصيل المأساة في تشيلي، حيث قالت باتريسيا غوسمان (63 عاماً)، من سكان منطقة كانال تشاكاو، «أنقذت الأجزاء الأهم من منزلي، لكننا الآن دون كهرباء، ولا نستطيع فعل أي شيء ولا شحن هواتفنا. حركة المرور معقدة، بسبب السيارات المحترقة، كل شيء مدمر».

بينما قال أبراهام ماردونيس (24 عاماً)، الذي فر من منزله بعدما أتت عليه النيران في فينيا ديل مار، إنه «نجا بأعجوبة». وروى: «رأينا النيران تشتعل على التل أمامنا. عندما نظرنا مجدداً كانت النيران وصلت إلى جدران منزلنا، احترق التل بأكمله».

وأضاف: «التهمت النيران كل شيء: الذكريات، والمنازل. لم يبق لي سوى الملابس التي أرتديها، وحذاء رياضي، قدم لي هدية. لم أستطع إنقاذ إلا كلبي».

وقال رودريغو بولغار، من بلدة إل أوليفار، «كان ذلك جحيماً. حاولت مساعدة جاري.. كان منزلي بدأ يحترق خلفنا.. كانت تمطر رماداً».

أما في التلال المحيطة بفينيا ديل مار، رأى مراسلو «فرانس برس»، مباني محترقة تماماً. وكانت جثث بعض القتلى ممددة على الطريق ومغطاة.

ومن روما، دعا بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، إلى الصلاة «من أجل القتلى والجرحى في الحرائق المدمرة في تشيلي».

جدير بالذكر أن الحرائق في تشيلي ترجع إلى موجة حر صيفية وجفاف يؤثران على الجزء الجنوبي من أمريكا الجنوبية، بسبب ظاهرة «إل نينيو» الجوية، وسط تحذيرات العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزيد من خطر الكوارث الطبيعية، مثل: الحرارة الشديدة والحرائق.

Email