الإمارات تدعو لتحقيق العدالة لضحايا «داعش»

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحقيق العدالة لضحايا جرائم تنظيم «داعش» يعد محورياً في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، فضلاً عن أنه يوجّه رسالة واضحة للإرهابيين حول العالم أن المجتمع الدولي عازمٌ على مُحاسبتهم على جرائمهم البشعة.

جاء ذلك خلال بيان الدولة الذي أدلى به السفير محمد بوشهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال الإحاطة المفتوحة لمجلس الأمن حول فريق التحقيق «يونيتاد»، التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها «داعش».

وأشاد السفير بالجهود المهمة لفريق «يونيتاد» في تعزيز مساءلة «داعش» على جرائمه، حيث شملت تلك الجهود إحراز تقدمٍ في ملفات عدة خلال الفترة المشمولة بالتقرير، لاسيما عبر إتمام التقرير الأوليّ لتقييم القضية المتعلقة بتطوير واستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية من قبل «داعش»، وكذلك بالنسبة للتحقيقات المتعلقة بعمليات تمويل جرائمهم الإرهابية.

وحث على استمرار فريق «يونيتاد» في التحقيق في جرائم «داعش» ضد المجتمعات المحلية ومنهم الإيزِيدِيون، وإكمال عمليات البحث عن المقابر الجماعية في سِنجار وتلَّعفر وغيرها، مع استكمال القضايا المتبقية بصورة عاجلة، لتحقيق العدالة لذوي الضحايا.

توفير الأدلة

وأكدت الإمارات أنه «وفقاً للقرار 2379، لا بدّ من توفير جميع الأدلة للسلطات العراقية، ليتم استخدامها في المحاكم لمحاسبة أفراد تنظيم «داعش» على جرائمهم ولتحقيق العدالة»، مشيدة بجهود فريق «يونيتاد» في تقديم الخبرات والدعم التقني للعراق. وأكدت على الدور المهم للفريق في رقمنة وأرشفة الأدلة المتوفرة لدى المحاكم العراقية للحفاظ عليها من التلف.

كما أثنت دولة الإمارات على استخدام الفريق لوسائل التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقات مثل «Zeteo» الذي أدخلَ تحسينات كبيرة على قُدرَة الفريق في التعرف على هويات مرتكبي الجرائم الإرهابية، ودعت إلى مواصلة تطوير هذه الأساليب التي يُمكن الاحتذاء بها في التحقيقات المتعلقة بجرائم مماثلة في مناطق أخرى، كما أنها تؤكد على الدور المهم الذي تلعبه التكنولوجيا في مجال صون السلم والأمن الدوليين.

أهمية خاصة

وأضاف السفير محمد بوشهاب: تولي دولة الإمارات أهمية خاصة للعمل الذي تقوم به الوحدة التي خصصها الفريق للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد النساء والأطفال، ومنها جرائم العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، بما يشمل التعاون مع هيئات خاصة لتقديم دعم نفسي للضحايا، إذ حرصت بلادي على دعم هذه الوحدة عبر تقديم نصف مليون دولار أمريكي، انطلاقاً من إيماننا بأهمية اتباع نهج يراعي احتياجات المرأة أثناء عمليات التحقيق في جرائم «داعش».

وأكد أن تقديم الدعم للضحايا يشمل أيضاً إعادة ترميم وبناء الإرث الثقافي العريق الذي سعى «داعش» إلى تدميره لِمحو هوية وتاريخ مجتمعات عراقية بالكامل.

حيث طالت جرائم التنظيم مواقع تاريخية ومقدسة مثل كنيستي الطاهرة والساعة، وجامع النوري في الموصل، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسهم حالياً في إعادة بناء هذه المعالم الثلاثة بالتعاون مع «اليونسكو»، في إطار الجهود الدولية ضمن مبادرة «إحياء روح الموصل». وأشاد بتمسك الشعب العراقي بتاريخه وإرثه المتنوع وبمقاومته لمحاولات طمس الهوية التي تعرض لها.

الشركاء

شددت كلمة الدولة في مجلس الأمن على ضرورة مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لضمان هزيمة التنظيم ومنع انتشار أفكاره العنيفة أينما وجدت، وجلب المنتمين لهذا التنظيم الإرهابي إلى العدالة لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الأبرياء، مرحّبة بانضمام فريق «يونيتاد» لميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب، ومؤكدة حرص الإمارات على تعزيز التعاون مع الفريق ودعمه في أداء مهامه بفاعلية.