فعاليات سودانية: سر تقدّم الإمارات يكمن في الكادر البشري والعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تركيز الإمارات واهتمامها بالعلم وتنمية موردها البشري، بجانب بدء نهضتها من حيث انتهى الآخرون، والاستمرار في مواكبة التقنية الحديثة، جعلها في المقدمة. هكذا يرى سودانيون، إذ استطاعت الإمارات في غضون خمسين عاماً، أن تصبح في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات، كما أنها باتت نموذجاً للدولة المستقرة في المنطقة.

ويؤكد القيادي السوداني مقرر قوى الحرية والتغيير عضو الهيئة القيادية للجبهة الثورية محمد سيد أحمد لـ«البيان» أن الإمارات حققت خلال العقود الخمسة الأخيرة ما عجزت عن تحقيقه الكثير من الدول في مئات السنوات، وذلك بفضل لبنات البناء الأولى التي وضعها قادة الإمارات الأوائل وعلى رأسهم حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ بدأت الدولة نهضتها وتطورها من حيث انتهى الآخرون.

ووضعت الامارات أهدافاً واضحة للنهوض، وسارت على ذات النهج قيادتها الرشيدة، التي ظلت تنتقل من تطور الى آخر حتى وصلت إلى المريخ كأول دولة عربية عبر مسبار الأمل، وهذا يعود بحسب سيد أحمد إلى الإدراك العميق والعزيمة غير المحدودة لقيادة الدولة.

حكمة وشجاعة

ويلفت سيد أحمد إلى أن الامارات وصلت إلى ما وصلت اليه من تقدم من خلال اعتمادها على الكفاءات في مختلف المجالات، كما ان قياداتها استطاعت أن تسخر العلم لتحقيق اهدافها التنموية في النهضة، مشيراً إلى أن مؤهلات ومقومات القيادة من حكمة وشجاعة وسعة صدر والتي توفرت في حكام الإمارات جعلت من كل ذلك ممكناً.

ويشير الى أن القيادة الرشيدة في الإمارات استطاعت أن تخلق حالة من الانسجام التام بين الإمارات السبع ما جعل النجاح حليفاً لتجربة الاتحاد وذلك على الرغم من فشل تجارب مماثلة في العالم والمنطقة، وتمكن الاتحاد من رسم صورة مشرقة للإمارات في العالم ككل.

كما أن القيادة في الإمارات نجحت في التأسيس للدولة من كل النواحي سواء الاقتصادية أو البنية التحتية باستيعاب التقنيات والتكنولوجيا الحديثة. ويقول إن تجربة الامارات أثبتت نجاحاً كبيراً للاتحاد بفضل العزيمة القوية والإصرار على المواكبة وتنمية الموارد البشرية.

ويرى المحلل والباحث السياسي محمد علي فزاري في حديث لـ«البيان» أن الامارات في نصف قرن حققت نهضة تنموية وعمرانية هائلة، واستطاعت أن تطوع التقدم التكنولوجي في ترسيخ تلك النهضة، وتمكن القادة المؤسسون للدولة من جعل الصحراء قبلة للأنظار، ومن أكبر إنجازاتها هو أنها باتت من البلدان القليلة المستقرة والجاذبة في المنطقة.

ويرجع فزاري العوامل التي جعلت من الإمارات تحتل مراتب متقدمة في العالم هو اهتمام قيادتها بالإنسان (العنصر البشري) الذي يمثل الكادر الرئيس في التنمية، وكذلك الاهتمام بالتنوع في الجنسيات، حيث نرى الآن في الإمارات أكثر من 200 جنسية من كل دول العالم، وهذا مثل عنصر قوة، بجانب اتخاذها من التسامح منهجاً. وأضاف: «قيم التسامح والعدل هي أسس مشتركة للإنسانية جمعاء».

Email