الإمارات.. تجربة ملهمة ورؤى ثاقبة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حدّد أكاديميان مصريان، أبرز العوامل التي أسهمت في نجاح تجربة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بوصفها نموذجاً بارزاً يحتذى في المنطقة والعالم، ويشار إليه بالبنان، خصوصاً في ظل حالة التوافق الداخلي، والرؤية الثاقبة التي تتمتع بها الدولة، والقراءة الواقعية من جانب قادتها ومسؤوليها للأحداث والتطورات في المنطقة والعالم.

تقود تلك الرؤية، المبنيّة أساساً على المبادئ التي غرسها المغفور له بإذن الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى محافظة الدولة على مكانتها في المنطقة والعالم، لجهة كونها واحدة من أبرز التجارب المُلهمة، ومع احتفاظها بسياسات متزنة حكيمة.

قدرات

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور طارق فهمي، يقول في تصريحات لـ «البيان»، إن دولة الإمارات لديها من الإمكانات والقدرات السياسية والاقتصادية الهائلة، ما مكنها من أن يكون لها تواجد بشكل كبير، وهو ما تم من خلال الرؤية التي تتبناها في السياسة الداخلية والخارجية، حافظت على الاتحاد في إقليم مضطرب.

ويلفت إلى أنّ «قادة الدولة نجحوا في تثبيت مكانة الإمارات في محيطيها الإقليمي والعربي»، مشدداً على أنّ ثمة عوامل عديدة لنجاح التجربة الإماراتية، من بينها الرؤية الثاقبة والخطط الاستراتيجية والعلمية والسياسية التي تتبناها الدولة على أعلى مستوى، وقد نجحت في فترة قصيرة جداً في أن تصبح على ما هي عليه الآن».

ثاني تلك العوامل في تقدير فهمي، هي «اتباع الدولة سياسات غير تقليدية في محيطها الإقليمي، على غرار قيامها بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، فقد كانت تقرأ المخاطر والتحديات في محيطها الإقليمي بشكل جيد».

وثالثاً اعتماد الدولة على عدم الدخول في صدامات وصراعات، إذ التزمت الدبلوماسية الإماراتية الاعتدال والرؤية الثاقبة، وأصبحت لدولة الإمارات سياسة متميزة في نطاقيها الإقليمي والعالمي، وتعاملت بذكاء مع مختلف التحديات.

تجربة فريدة

بدوره، يلفت أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، الدكتور مختار الغباشي، إلى أن «تجربة الإمارات هي تجربة فريدة بين دول العالم، لاسيما مع نجاح نظامها الفيدرالي، من خلال كيانات مستقلة تدير نفسها وحكم مركزي يستطيع تحديد معالم هذه الدولة ويدير سياساتها الخارجية والدفاعية، وبالتالي يُنظر للدولة على أنها نموذج مهم جداً في شكل الفيدرالي إلى حد كبير.

ويوضح في تصريحاته لـ«البيان» أن الإمارات نموذج مهم في هذا السياق، وقد وضع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، البذرة الأساسية لهذا الاتحاد، ونجح نجاحاً منقطع النظير، ثم تولى أبناؤه من بعده الحكم، ونجحوا في أن يسيروا على نفس وتيرة النجاح وبمبادئ دولة الإمارات المعروفة.

ويعتبر أن أبرز عوامل نجاح الاتحاد هي العوامل الداخلية التي تتمتع بها الإمارات، وحالة التوافق الداخلي، مشدداً على أن كثيراً من المراقبين الدارسين للنظام الفيدرالي يشيرون بالبنان إلى دولة الإمارات والولايات المتحدة باعتبارهما نموذجين مُلهمين.

Email