وكالة الطاقة الدولية: الإمارات نموذج يحتذى

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لقمة كوب 28 أمر في غاية الأهمية، في بلد يحتذى به في تنويع مصادر الطاقة.

وأشار بيرول، إلى أن أحد أهم مخرجات كوب 26، أن دول العالم كله أجمعت على ضرورة حصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجة ونصف الدرجة مئوية، ما يعد إنجازاً مهماً، لافتاً إلى أنّ أكثر من 90 في المئة من الدول المتسببة بالانبعاثات التزمت بخفض هذه الانبعاثات بحلول 2050 أو بعدها ببضعة أعوام، ما يعني جاهزية الدول لتطبيق السياسات المتعلقة بخفض الانبعاثات.

وأضاف بيرول في حوار مع «سكاي نيوز عربية»: «بعض الدول ستفي بوعودها وربما البعض الآخر لن يفي بها، إلا أنّ الزخم موجود والإرادة موجودة، وبالتالي يمكننا التفاؤل».

ورداً على سؤال عن استضافة دولة الإمارات لقمة «كوب 28»، بعد «كوب 27» التي ستحتضنها مصر، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: «تكمن أهمية قمة كوب 28 في أمرين، الأول هو أنها ستكون فرصة للتوقف عند ما تم تحقيقه منذ مؤتمر غلاسكو وحتى كوب 28، بالتالي الدول ستنظر إلى ما حققته وتناقش النتائج، الأمر الثاني هو أن الدول لم تواجه يوماً هذا التحدي المتعلق بتغيير النموذج الاقتصادي المرتبط مباشرة بإيرادات النفط والغاز، كوب 28 سيقام في أبوظبي، في الإمارات العربية المتحدة، التي برهنت عاماً تلو العام على أنها تتمتع بالرؤية للمستقبل في ما يتعلق بالاقتصاد وتنويع مزيج الطاقة وتنويع الاقتصاد وهي قرارات جدية جداً برأيي، وإذا تم كل شيء على ما يرام وأنا متأكد من أنه سيتم، فسيكون هذا الحدث تاريخياً للمنطقة».

وأبان بيرول أنّ الجزء الأكبر من الكهرباء في الإمارات يتم تأمينه من دون التسبب بانبعاثات، ولعل هذا الأمر فريد من نوعه في المنطقة، ما يجعل دولة الإمارات مثالاً يحتذى به في المنطقة وخارجها.

وأردف: «وبالتالي استضافة الإمارات لقمة كوب 28 بغاية الأهمية وأتمنى أن يتسم الحدث بالنجاح، فنحن سندعم الحكومة لتحقيق الهدف الذي وضعته، والذي له أهمية كبيرة بالنسبة للدولة والمنطقة والعالم».

اختبار

وكشف بيرول عن أن الحاجة إلى النفط والغاز ستستمر لعدة أعوام مقبلة، قائلاً: «لكن إذا أردنا تحقيق الأهداف المناخية المتوافق عليها، فسيتعين خفض الاعتماد على النفط والغاز في المستقبل، وزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة مثل مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية والهيدروجين وسواها، وتسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة يمثل تحدياً أمام العالم، وأرى أن اللقاء هنا في 2023 سيكون بمثابة اختبار عما إذا كان العالم سينجح برفع الاستثمار في الطاقة النظيفة».

وشدّد بيرول على أنه «إذا تم اختيار المسار الصحيح لهذه الصناعة، فإنّها تستطيع أن تكون جزءاً من الحل بالنسبة لمكافحة التغير المناخي، مشدّداً على ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات متسقة مع استراتيجية صفرية الانبعاثات، لاسيما إذا ما كانت الأمور جاهزة لذلك.

Email