خبراء أوروبيون لـ«البيان»: «اتفاق العلا» يعبّد طريق السلام والاستقرار والتنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدّد خبراء أوروبيون على أن «قمة العلا» انطلاقة حقيقية نحو اتحاد المنطقة وقوتها لمواجهة تحديات كثيرة فرضت نفسها على الساحة الإقليمية والدولية.

مشيرين إلى أن هذه الانطلاقة مهّدت لها روية السلام والتسامح والتعايش التي أطلقتها دولة الإمارات، وتبنتها الدول العربية بقيادة المملكة السعودية، والتي بيّنت قمة العلا أسسها بوضوح في اتفاق تحل الأزمة مع قطر وتقوية روابط البيت الواحد، بما يحقق مصلحة شعوب المنطقة، في التنمية والسلام والآمان ومد جسور التلاقي مع العالم خلال العقد القادم.

وقال لوران فوليوينا، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية، والباحث في الأكاديمية الوطنية الفرنسية للعلوم السياسية لـ«البيان»، إن «اتفاق العلا» لقي ارتياحاً إقليمياً ودولياً لإنهاء الأزمة مع دولة قطر والتي بدأت بخطوة قمة العلا، وبعدها ستكون هناك خطوات اقتصادية وتجارية ولوجستية تدعم رؤية قادة المنطقة لتحقيق التكامل في العلاقات، والإسراع في تبني سياسة «التنمية المستدامة الشاملة» عن طريق توجيه كافة الطاقات والإمكانات، وهي السياسة التي انطلقت من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بدعم وتوافق عربي كامل، تحت عنوان السلام والأخوة والتعايش، ونتيجتها نقلة حضارية واقتصادية كبيرة جداً في المستقبل القريب والبعيد.

مصلحة مشتركة

بدورها، أكدت أنتيه كلوسين، أستاذة القانون الدولي العام والقانون الأوروبي بجامعة هومبولت في برلين، أن ضمان أمان المنطقة يتطلّب قطع أي تدخل خارجي، ومواجهة محاولات العبث في أمن وآمان دول المنطقة، مضيفة:

«اليوم هناك خطوات مهمة لتحقيق هذا الهدف، أهمها السلام والتعايش والتسامح، ثم التواصل البناء وفق مبدأ المصلحة المشتركة للجميع، نرى اليوم ثمار معاهدة السلام التاريخية أرست دعائمها دولة الإمارات وسارت من خلفها مملكة البحرين والسودان ومملكة المغرب».

وأردف كلوسين: «الطموحات تبدو كبيرة، والشعوب تتطلع للمزيد من الاستقرار والرخاء بعد عام شاق بسبب جائحة كورونا، وأعوام طويلة من الاضطرابات في المنطقة، النتائج اليوم جيدة وتفيد العراق ولبنان وليبيا وسوريا، وهي الدول التي عانت طويلاً من العبث الخارجي، ولا ضمان لوقف هذا العبث إلا الوحدة العربية واتحاد دول المنطقة خلف هدف واحد، وهذا ما حدث مؤخراً».

 ترحيب دولي

في السياق، لفت ماريانو بانديراس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة «كمبلوتنسي» في مدريد، إلى أنّ بيان قمة العلا حظي بترحيب إقليمي ودولي، كونه يحقق الاستقرار في كل المنطقة، ويدعم القرارات والرؤى التي رسمتها دولة الإمارات وسارت على نهجها مملكة البحرين والسودان ومملكة المغرب عبر اتفاقات السلام وتقريب وجهات النظر عن طريق الحوار، ما يحقق تواصلاً أكبر بين الشرق والغرب، وفرصاً استثمارية ومشروعات عملاقة في المنطقة تربط العالم بشكل أكبر.

لاسيما أن منطقة الخليج حليف مهم جداً لأوروبا والقوى الدولية، وشريك تجاري استثنائي. وأوضح بانديراس أن مجلس التعاون الخليجي سطّر اليوم في قمته الـ41 آفاق مستقبل المنطقة، وهي الخطوة التاريخية المهمة التي سيجني الجميع ثمارها على المديين القريب والبعيد.

 
Email