الضفة الغربية مطوّقة بالمخاطر بعد استدارة إسرائيلية باتجاهها

من مواجهات جنين الأسبوع الماضي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس فقط غزة في وهج النار.. الضفة الغربية أيضاً مشتعلة من شمالها إلى جنوبها، بل إنها باتت مفتوحة على التصعيد، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي المقاتلات الحربية كما جرى في مدينة جنين.

ويسعى الجيش الإسرائيلي لجعل مدن الضفة ممراً سائباً لدورياته وآلياته العسكرية، إذ دأب على اقتحامها صباح مساء منفّذاً أوسع عمليات المداهمة والاعتقال والتفتيش، وأخيراً مصادرة الأموال من محال الصرافة، بذريعة أنها تقدم المساعدة لـ«المنظمات الإرهابية» وفق تعبيره، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية.

وأمام لغة الحرق والتدمير لممتلكات الفلسطينيين في قرى الضفة، التي تنفذها مجموعات المستوطنين، وتصاعدت أخيراً، فمن الطبيعي من وجهة نظر مراقبين، أن يصيب وهج الحرب الملتهبة في قطاع غزة الضفة الغربية، وليس أدل على ذلك من أن ارتدادات الحرب بدأت تفرض نفسها على جغرافيا الضفة، من جنين ونابلس وطولكرم شمالاً، إلى بيت لحم والخليل جنوباً.

أسوأ الاحتمالات

وحسب الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، فإن الأوضاع في الضفة باتت مشرعة على أسوأ الاحتمالات، بعد أن أخذت جبهتها تشهد تطورات نوعية من خلال لجوء الجيش الإسرائيلي لاستخدام الأسلحة ذات التقنية العالية، كما جرى في جنين أخيراً، مرجحاً أن تتصاعد الأحداث في الضفة في المرحلة المقبلة.

يقول شديد: «ثمة تقديرات بأنه في حال اتساع رقعة الحرب على غزة باجتياح رفح، واستمرار (انفلاش) مجموعات المستوطنين، فإن الضفة وهي الساحة الثانية للمواجهة، مقبلة على مرحلة صعبة، وتصعيد إسرائيلي خطير، يرجح أن تتخلله حملة هدم واسعة لمنازل الفلسطينيين، ومضاعفة عمليات القتل والاعتقال، للحد من نشاط المجموعات المسلحة الذي نهض أخيراً».

تمارين قتالية

ولم يكن عابراً ما شهدته مدن جنين وطولكرم ونابلس ورام الله والخليل أخيراً من «تمارين قتالية» للجيش الإسرائيلي، إذ حلّقت في الأيام الأخيرة طائرات حربية مقاتلة من طراز (إف 35) في سماء هذه المدن وعلى ارتفاعات منخفضة، في رسالة «مبطّنة» مفادها بأن الجيش الإسرائيلي متأهب، في حال تدحرجت المواجهة إلى الضفة، ليضع الفلسطينيون مخاوفهم «تحت الرماد» بانتظار ما سيحدث.

ويرجح مراقبون أن يكون لاستدارة الجيش الإسرائيلي وانعطافته الحادة نحو مدن جنين وطولكرم ونابلس، وانفلات المستوطنين، تأثير كبير في تأجيج الأوضاع، إذ من وجهة نظرهم، باتت الضفة تقف على خط الانفجار.

Email