300 ألف نازح من رفح وإسرائيل توسّع الاجتياح

نازحان فلسطينيان يغادران رفح على متن مركبة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، اجتياحه البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد إجلاء قرابة 300 ألف من النازحين في المدينة، وسط تحذيرات أممية من وضع كارثي يتفاقم.

ويقوم الاحتلال الآن بإخلاء الثلث الشرقي من المدينة، وتوغل إلى أطراف المنطقة الوسطى الأكثر اكتظاظاً بالسكان.

وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيره من أن هجوماً برياً إسرائيلياً على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية لا يمكن تصورها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة».

وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة سيلفان غرولكس «عندما يكون أكثر من ثلثي المستشفيات أو المنشآت الطبية في غزة مدمراً بشكل كامل أو جزئي، سيكون من الصعب إنقاذها. وسيصبح تزويد السكان بالخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها، أكثر صعوبة».

ووجه مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح «كارثياً أكثر فأكثر». وقال في مقطع فيديو «الآن مستشفى الكويت التخصصي أصبح ضمن المنطقة المهددة بالإخلاء للأسف».

وقال غورغيوس بتروبولوس، المسؤول بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في رفح، إن العاملين في المجال الإنساني ليس لديهم إمدادات لمساعدتهم على الاستقرار في مواقع جديدة. وقال: «ليس لدينا خيام، ولا بطانيات، ولا أسرة، ولا شيء من المواد التي يفترض أن يحصل عليها السكان المتنقلون من المنظمات الإنسانية».

وحذرت جماعات الإغاثة من نفاد الوقود قريباً، ما أجبر المستشفيات على وقف العمليات الحيوية والشاحنات التي تقوم بنقل المساعدات عبر جنوب ووسط غزة.

وقالت لويز ووتردغ، المتحدثة باسم الأونروا في رفح: «نحن قلقون للغاية من توجيه أوامر الإخلاء النازحين باتجاه وسط رفح وجباليا».

ورغم إعلان إسرائيل الجمعة أنها أعادت فتح معبر كرم أبوسالم القريب من رفح والذي مرت عبره مئتا ألف لتر من الوقود، وفق ما ذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية «كوغات»، فإن إيصال المساعدات لا يزال «صعباً جداً»، وفق ما قال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو.

عودة للشمال

وقرر الجيش الإسرائيلي أمس، العودة إلى مدينة جباليا شمالي القطاع، حيث وجه نداءات بالإخلاء قائلاً إن «حماس» تحاول استعادة قدراتها هناك. وطلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من الفلسطينيين في مدينتي جباليا وبيت لاهيا والمناطق المحيطة بهما مغادرة منازلهم والتوجه إلى غرب مدينة غزة، محذراً من أن الأفراد يتواجدون في «منطقة قتال خطيرة» وأن إسرائيل ستقصف هذه المنطقة «بقوة كبيرة».

في هذه الأثناء، تتواصل الضربات في مختلف أنحاء القطاع، حيث لقي ما لا يقل عن 30 فلسطينياً حتفهم، بينهم ثماني نساء وثمانية أطفال، في ثلاث غارات مختلفة خلال الليل قبل الماضي على وسط القطاع استهدفت بلدات الزوايدة والمغازي ودير البلح.

ولقي ما لا يقل عن 21 فلسطينياً مصرعهم في غارات على وسط غزة، وفق ما أعلن مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح. كما نفذت طائرات إسرائيلية غارات جوية مكثفة على حي السلام قرب معبر رفح المغلق منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه. واستهدف قصف مدفعي حي الزيتون في مدينة غزة (شمال). ونفذت غارات على جباليا وعلى طول طريق صلاح الدين، وفق شهود.

Email