حماس أعلنت قبولها الاقتراح المصري القطري لوقف إطلاق النار

الجيش الإسرائيلي يمهد لاجتياح رفح.. والعالم يحذر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت حركة حماس أمس، قبولها اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر، في حين حذرت عواصم العالم من خطورة أي اجتياح بري لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث طلب الجيش الإسرائيلي من السكان والنازحين إخلاء أحد أحياء المدينة، مع تصريحات بقرب الاجتياح.

موافقة «حماس»

وقالت «حماس»، في بيان، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى «اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على اقتراحهما في شأن اتفاق وقف إطلاق النار». ودفع هذا النبأ الناس في رفح إلى الهتاف في الشوارع. ولم يتم نشر تفصيلات الاقتراح على الفور، ولكن في الأيام الأخيرة، قال مسؤولون مصريون و«حماس» إن وقف إطلاق النار سيتم على سلسلة من المراحل تتضمن تبادلاً للأسرى وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من غزة.وليس من الواضح إن كانت الصفقة ستلبي مطلب «حماس» الرئيس المتمثل في إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل أم لا.

وحذرت عواصم العالم من خطورة أي اجتياح بري لمدينة رفح في جنوب القطاع، حيث طلب الجيش الإسرائيلي من السكان والنازحين إخلاء أحد أحياء المدينة، مع تصريحات بقرب الاجتياح، رغم المحادثات غير المباشرة الجارية مع حركة حماس بشأن الحرب وتبادل الأسرى.

وأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحذر مجدداً من اجتياح رفح. ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن البيت الأبيض أن المكالمة جاءت على خلفية دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شرق رفح.

وصرح مصدر فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، بأن مسؤولين مصريين كثفوا اتصالاتهم في الساعات الأخيرة مع «حماس» وإسرائيل لاحتواء التصعيد الحالي ومنع الجيش الإسرائيلي من اجتياح رفح.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مدد زيارته لقطر في مسعى لمنع انهيار المفاوضات. وأمر الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من سكان المدينة بالبدء في إخلائها، في إشارة إلى أن الاجتياح البري ربما بات وشيكاً. وقال الجيش إن نحو 100 ألف شخص تلقوا أوامر بالانتقال إلى منطقة المواصي القريبة.

وذكر أن إسرائيل تستعد لتنفيذ «عملية محدودة النطاق»، لكن قبل أن تحصل هذه العملية، تعرضت المدينة لقصف مكثف أدى إلى مقتل العشرات. وأدان المجلس النرويجي للاجئين أمر الإخلاء القسري وغير القانوني، قائلاً إنه قد يؤدي إلى «المرحلة الأكثر دموية في هذا الصراع»، بينما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إنها لن تلتزم بأمر الإخلاء.

وأكدت جولييت توما، مديرة الاتصالات في «الأونروا»، أن الوكالة لم تقم بإخلاء المنطقة وليس لديها خطط للقيام بذلك. وحذرت الخارجية المصرية، في بيان، من الهجوم الإسرائيلي الوشيك على رفح، وقالت إن مثل هذا التصعيد سيسبب مخاطر إنسانية جسيمة. وقال البيان إن مصر مستمرة في التواصل مع الأطراف كافة «للحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن نطاق السيطرة».

مذبحة في الأفق

وحذر الأردن من أن هناك «مذبحة» تلوح في الأفق للفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية إذا أخفق المجتمع الدولي في منع اجتياح رفح. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الإخفاق في وقف الهجوم المخطط له سيترك «وصمة عار لا تمحى» في جبين المجتمع الدولي. وأضاف: «لقد تم السماح بالكثير من المذابح.. كفى».

وحذر البرلمان العربي من بدء التمهيد لاجتياح مدينة رفح وارتكاب أكبر «جريمة إبادة جماعية بحق مليون ونصف المليون فلسطيني»، محملاً «إسرائيل المسؤولية كاملة عن التصعيد الخطير للأحداث وعرقلة مسيرة المفاوضات لإنهاء العدوان». وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن أوامر نقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس، محذرا من أن مثل هذه الأفعال يمكن أن تصل أحيانا إلى مستوى جريمة حرب. واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمر إخلاء شرق مدينة رفح «غير مقبول»، مضيفاً أن هذا «ينذر بالأسوأ، أي مزيد من الحرب والمجاعة».

وعبرت ألمانيا كذلك عن معارضتها لأي اجتياح للمدينة، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الهجوم البري واسع النطاق على رفح سيكون كارثة إنسانية، بينما حذرت فرنسا من أن «تهجير السكان المدنيين بالقوة يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي».

Email