بلينكن: الهجوم الإسرائيلي على رفح سيتسبب بأضرار "تتخطى حدود المقبول"

ت + ت - الحجم الطبيعي

 حذر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مجدداً من شن هجوم إسرائيلي واسع على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، قائلاً إن إسرائيل لم تقدم خطة لحماية المدنيين.

وقال بلينكن أمام منتدى "سيدونا" التابع لمعهد "ماكين" في ولاية أريزونا "في غياب مثل تلك الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية واسعة في رفح، لأن الضرر الذي ستحدثه يتجاوز ما هو مقبول"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت.

وتابع بلينكن أنه "بينما تعهد المسؤولون الإسرائيليون، مراراً بدخول رفح، معللين ذلك بالحاجة إلى القضاء على ما تبقى من قوات حماس في المدنية التي تقع أقصى جنوب قطاع غزة، فإن هناك طرقاً أفضل للقيام بما يتعين على إسرائيل القيام به، فيما يتعلق بالتعامل مع ما تبقى من مشكلة حماس".

وكان بلينكن قد ذكر يوم الأربعاء الماضي أنه لم يطلع بعد على خطة لهجوم إسرائيل المقرر على مدينة رفح تضمن حماية المدنيين، وأكد مجدداً أن واشنطن لا يمكنها تأييد مثل هذا الهجوم.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية (واي نت) عن بلينكن قوله للصحفيين: "لا نستطيع تأييد، ولن نؤيد، عملية عسكرية واسعة في رفح في ظل عدم وجود خطة عملية توفر ضمان عدم تعرض المدنيين للأذى، ومن جانبنا لم نر مثل هذه الخطة".

من جهة أخرى حذرت منظمة الصحة العالمية من عواقب وخيمة إذا مضت إسرائيل قدماً في تنفيذ عمليتها العسكرية في مدينة رفح بجنوبي قطاع غزة.

وكتبت المنظمة على موقع "إكس" مساء الجمعة إن التقدم المخطط داخل مدينة رفح الحدودية سوف يؤدي إلى "حمام دم".

وقالت المنظمة إن أكثر من 1.2 مليون شخص يعيشون حالياً في ملاجئ في المنطقة وغير قادرين على الانتقال إلى مكان آخر.

وحذرت المنظمة من أن "موجة جديدة من النزوح ستتسبب في زيادة الازدحام والحد من الوصول إلى الغذاء والماء وخدمات الصحة والصرف الصحي، ما يؤدي إلى زيادة تفشي الأمراض وتدهور مستويات الجوع، إضافة إلى خسارة الأرواح".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 33% فقط من إجمالي 36 مستشفى في غزة و30% من مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تزال تعمل بشكل جزئي وسط هجمات متكررة ونقص في الإمدادات الطبية الحيوية والوقود والموظفين.

وأضافت: "منظمة الصحة العالمية تدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإزالة العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى كل أنحاء قطاع غزة بالكميات المطلوبة".

إلى ذلك، قال مشرعون من الحزب الديمقراطي الأمريكي في رسالة إلى الرئيس جو بايدن إنهم يعتقدون إن هناك أدلة كافية تثبت أن إسرائيل انتهكت القانون الأمريكي من خلال تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب.

وجاء في الرسالة التي وقعها 86 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب أن القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات "تثير الشكوك" في تأكيداتها بأنها تمتثل لبند في قانون المساعدات الخارجية الأمريكي يلزم المستفيدين من الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة باحترام القانون الإنساني الدولي والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الأمريكية.

وكان بايدن قد أصدر في فبراير مذكرة تتعلق بالأمن القومي تقضي بتقديم ضمانات مكتوبة بعد أن بدأ مشرعون ديمقراطيون يشككون في مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي في عملياتها في غزة.

وقال المشرعون إن الحكومة الإسرائيلية قاومت الطلبات الأمريكية المتكررة لفتح ما يكفي من الطرق البحرية والبرية لتوصيل المساعدات إلى غزة، واستشهدوا بتقارير تفيد بأنها لم تسمح بدخول ما يكفي من الغذاء لتجنب المجاعة، وفرضت نظاماً للتفتيش و"قيوداً تعسفية" على المساعدات، ما أعاق الإمدادات.

وكتب المشرعون "نتوقع من الإدارة أن تضمن التزام (إسرائيل) بالقانون الحالي واتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية في غزة".

Email