مطالبة أممية بالتحقيق في «المقابر الجماعية»

حرب غزة.. 200 يوم ولا أفق لنهايتها

فلسطينيون يسيرون قرب مبان مدمرة في إحدى مناطق شمال غزة| أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت حرب إسرائيل على غزة يومها الـ200 بلا أيّ بوادر تهدئة تلوح في الأفق، وترتفع أصوات تطالب بالتحقيق في التقارير عن مقابر جماعية في القطاع، في وقت تشتد المخاوف من هجوم إسرائيلي على رفح.

وخلال الساعات الأربع والعشرين السابقة لصباح أمس، لقي 32 فلسطينياً حتفهم في القصف الإسرائيلي، وفق ما أفادت وزارة الصحة في غزة، ما رفع حصيلة قتلى الحرب إلى 34183، غالبيتهم من المدنيين، لا سيما من النساء والأطفال، بحسب تعداد الوزارة.

فظائع جديدة

وإذ تستمر الحرب بلا أفق لنهايتها، تكشّفت فظائع جديدة مع العثور على حوالي مئتي جثة في مقابر جماعية داخل مجمّع ناصر الطبي في خان يونس الذي تعرّض، كغيره من المراكز الطبية في القطاع، لقصف مكثّف واقتحامات عسكرية.

وأفاد مسؤولون في غزة بانتشال 283 جثّة من بين أنقاض مستشفى ناصر وتسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة إلى التحقّق من العدد.

وقالت الناطقة باسم المفوضية الأممية رافينا شامدساني خلال مؤتمر صحافي، إن جثث «الضحايا طمرت عميقاً في الأرض وغطّيت بالمخلّفات»، مشيرة إلى العثور على جثث لكبار في السنّ ونساء ومصابين وكان بعض الضحايا «مكبّلي الأيدي وبلا ملابس». وصرّحت «ليس في وسعنا حتّى الساعة تأكيد الأرقام الدقيقة» لمن قتلوا في المجمّعين، «لذا نشدّد على ضرورة إجراء تحقيقات دولية».

ودعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع الشفاء ومجمع ناصر، وقال إن تدمير أكبر مجمعين طبيين في قطاع غزة «مرعب».

وشدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان على الحاجة إلى «تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة» في هذه الوفيات وفي «المناخ السائد من الإفلات من العقاب».

وقال «نظراً لسيادة مناخ الإفلات من العقاب، لا بدّ من إشراك محققين دوليين في هذا المسار»، مذكراً بأن «القانون الدولي الإنساني ينص على حماية خاصة جداً للمستشفيات». وصرح تورك أن «قتل مدنيين ومعتقلين وأفراد آخرين (خارج ساحة المعركة) هو جريمة حرب».

مصير رفح

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تنفيذ عملية اجتياح بري لرفح، المدينة المحاذية للحدود المصرية التي يتكدّس فيها 1,5 مليون شخص معظمهم نزحوا من الشمال، بذريعة أنها تمثّل آخر معقل لـ «حماس».

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أمرت بعمليات إخلاء جديدة في منطقة بيت لاهيا بشمال غزة، واصفاً إياها بأنها «منطقة قتال خطيرة».

ويثير احتمال اجتياح رفح قلق منظمات الإغاثة الإنسانية، في ظل ما تواجهه من مصاعب لوجستية ومستقبل غامض.

وتوضح المسؤولة في منظمة أوكسفام البريطانية بشرى خالدي «حضرنا أنفسنا لتوزيع مساعدات بحسب تطور الأوضاع، لكن الواقع أننا لا نملك أي فكرة عما ينتظرنا».

وقال مسؤول الشرق الأوسط في منظمة العمل ضد الجوع غير الحكومية جان رافاييل بواتو «لا نعرف بالتحديد أي شكل سيتخذه الهجوم، لكن الأكيد أن المساعدات المتوافرة سيتم تقليصها، وسيضطر الكثير من الناس للنزوح».

وتتخوف منظمات إنسانية أخرى من أن يقطع الهجوم خطوط المواصلات التي تتيح إيصال المساعدات، وهو موضوع يثير خلافات بينها وبين الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب.

ويقول أحمد بيرم، المتحدث باسم مجلس اللاجئين النروجي غير الحكومي، إن أي هجوم على المدينة «سيفصلنا عن الشريان الحيوي المتمثل في معبر رفح»، وهو الممر الأكثر استعمالاً لدخول غزة ويتيح الوصول إلى مجمل القطاع.

Email