وسط توتر إقليمي.. هل تاهت هدنة غزة؟

غزة بين استمرار النار وانتظار الهدنة| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط توتر إقليمي غير مسبوق، تمر مفاوضات التهدئة في غزة بمرحلة حساسة، ولا تلوح في الأفق بوادر أو احتمالات على قرب التوصل إلى هدنة ثانية.

ولعل ما حملته الساعات الأخيرة، حول تعثر مفاوضات التهدئة المرتقبة والصفقة المحتملة، ينبئ عن غموض يكتنف المباحثات الجارية من خلال الوسطاء، لا سيما بعد أن سلمت حركة حماس ردها لهم، مؤكدة تمسكها بمطالبها التي كانت حددتها في وقت سابق، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل رفضاً للمقترحات الأمريكية.

ولم تنجح 6 جولات من المفاوضات الماراثونية في التوصل إلى اتفاق، بينما تمر المرحلة السابعة بحالة من التعثر والغموض، في الطريق إلى التهدئة المنتظرة، لكن وحسب تصريحات الجانبين، فإن المباحثات تعثرت ولم تفشل، بينما يصر الوسطاء على المضي قدماً.

وينص المقترح الأمريكي على هدنة من 6 أسابيع، وبناء عليه يتوجب على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق السكنية المكتظة، طيلة فترة الهدنة، من دون تحديد المسافة التي تفصل القوات الإسرائيلية عن تلك المناطق، وهو ما فسره الإسرائيليون على أنه ضوء أخضر لبقاء قواتهم على بعد أمتار فقط من الأحياء السكنية، الأمر الذي قوبل برفض الجانب الفلسطيني.

وينص المقترح الأمريكي كذلك على تسليم حركة حماس 40 أسيراً إسرائيلياً ممن ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم مدنيون فوق سن الـ50، وتحت سن الـ19، إضافة إلى المجندات والمرضى والجرحى، مقابل إطلاق سراح 900 أسير فلسطيني، بينهم 100 من المحكومين بالسجن المؤبد.

لكن المشكلة التي طفت على سطح المباحثات، أن «حماس» تقول إنها لا تملك هذا العدد من الأسرى أحياء، إذ سبق وأعلنت أن نحو 70 أسيراً إسرائيلياً قتلوا جراء القصف، الأمر الذي رأى مراقبون أنه يدخل الجنود الإسرائيليين الأسرى في الصفقة، ما يعني زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة.

ويرى المحلل السياسي هاني المصري أن الهوة ما زالت كبيرة بين الطرفين، فيما الحل الوسط يبدو صعباً ومعقداً، سيما وقد شهد الإقليم تطورات مفاجئة (في إشارة إلى التوتر بين إسرائيل وإيران)، مبدياً مخاوفه من أن يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في المماطلة، مراهناً على الدعم الأمريكي، على الرغم من الاختلاف مع واشنطن في بعض (التكتيكات)، بينما يرجح الخبير في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، حدوث انتكاسة للمفاوضات، بعد أن أصبح نتانياهو عالقاً بين غزة وإيران، وفق تعبيره.

Email