جيش الاحتلال يعود لاجتياح خان يونس.. وانتشال مئات الجثث من مقبرة جماعية

«إخفاق 7 أكتوبر» يطيح برئيس استخبارات إسرائيل

فلسطينيون يغادرون خان يونس وسط الدمار| أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطاح «إخفاق 7 أكتوبر» بأول عنصر في قيادة إسرائيل التي تواصل حربها في قطاع غزة، وعادت لاقتحام شرق خان يونس الجنوبية التي تواصل انتشال جثث «مقبرة جماعية» بمحيط أحد مستشفياتها.

أمس، قدم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي أهارون هاليفا استقالته بعد إقراره «بمسؤوليته» عن إخفاقات رافقت هجوم 7 أكتوبر على غلاف غزة.

والجنرال هاليفا هو أول شخصية سياسية أو عسكرية تستقيل منذ 7 أكتوبر. وقال الجيش في بيان إنه «طلب التنحي عن منصبه بالتنسيق مع رئيس هيئة الأركان لمسؤوليته كرئيس لشعبة الاستخبارات عن أحداث السابع من أكتوبر».

وكتب الجنرال المستقيل الذي أمضى 38 عاماً في الخدمة العسكرية في كتاب استقالته «أحمل هذا اليوم الأسود معي منذ ذلك الحين يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة، وسأحمل هذا الألم الرهيب إلى الأبد».

استقالة ثانية

وبالتزامن، أبلغ رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، اللواء يهودا فوكس، رئيس الأركان هرتسي هاليفي مؤخراً أنه ينوي إنهاء فترة ولايته البالغة ثلاث سنوات في أغسطس المقبل والتقاعد من الجيش.

ورغم تأكيد مراقبين إسرائيليين بأن قرار فوكس جاء بعد إقراره بـ«مسؤوليته» عن إخفاقات إبان هجوم 7 أكتوبر، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه لا توجد علاقة بين استقالة اللواء أهارون هاليفا، ورحيل فوكس، الذي لم يكن متورطاً في الإخفاقات التي أدت إلى 7 أكتوبر.

وبعد ستة أشهر ونصف شهر من القصف والمعارك في القطاع المحاصر والذي يشهد أزمة إنسانية كبرى، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي التقى الأحد قادة العمليّات العسكريّة في غزّة و«وافق على المراحل التالية للحرب».

وقصف الجيش الإسرائيلي أمس، مخيمي النصيرات والمغازي والشريط الساحلي في دير البلح بوسط القطاع وبلدتي رفح وخان يونس جنوباً، حسب وكالة فرانس برس.

كما استهدفت عمليات قصف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وقصفت طائرات مسيرة ملعب مدرسة في مخيم البريج وسط القطاع. وفي المخيم نفسه، جُرح ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف على مسجد.

عودة للاجتياح

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق عملية في وسط القطاع. ونقلت وكالة رويترز عن سكان قولهم إن القوات الإسرائيلية شقت طريقها عائدة إلى منطقة بشرق مدينة خان يونس في مداهمة مباغتة دفعت السكان الذين عادوا إلى منازلهم للنزوح مجدداً.

وقالت السلطات الفلسطينية إنها انتشلت عشرات الجثث من «مقابر جماعية» في ساحة مجمع ناصر الطبي، وهو المستشفى الرئيسي في خان يونس الذي غادرته القوات الإسرائيلية.

وقال أحمد رزق (42 عاماً) لـ «رويترز»، من داخل مدرسة للنازحين بخان يونس: «اليوم الصبح في عائلات كتير من اللي رجعوا في الأسابيع الماضية على منطقة عبسان رجعوا تاني عندنا، كانوا مرعوبين».

مقابر جماعية

وعلى أنقاض ما كان يعرف بمستشفى ناصر، أكبر مستشفى في جنوب غزة، قالت «رويترز» إن عمال طوارئ يرتدون بدلات بيضاء انتشلوا جثثاً من الأرض بأدوات يدوية وحفار. وقالت إدارة خدمات الطوارئ إنه تم العثور على 73 جثة أخرى في الموقع يوم أمس، ليرتفع العدد الذي تم العثور عليه خلال الأسبوع إلى 283 جثة.

وتقول السلطات في غزة إن الجثث التي تم انتشالها حتى الآن هي من مقبرة واحدة فقط من بين ثلاث مقابر جماعية على الأقل في الموقع. وقال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة: «نحن نتوقع اكتشاف 200 جثمان خلال اليومين المقبلين في نفس المقبرة الجماعية قبل البدء في العمل في المقبرتين الأخريين».

Email