أكد أن حرب غزة خلقت جحيماً إنسانياً.. ولازاريني يدعو مجلس الأمن إلى توفير الحماية لـ «الأونروا»

غوتيريش: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

مجلس الأمن خلال اجتماع بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، في نيويورك | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، من أنّ الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل، مؤكداً أن إنهاء الأعمال القتالية في غزة من شأنه أن يخفض التوتر بشدة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القطاع يعيش «جحيماً» على الصعيد الإنساني، فيما حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان، تحكم قبضتها على أنحاء قطاع غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات، والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.

وقال غوتيريش إنّ «الشرق الأوسط على شفير الهاوية، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً خطراً، سواء بالأقوال أو بالأفعال».

وأضاف أنّ «أيّ خطأ في التقدير، أو تواصل سيّئ، أو هفوة، يمكن أن يؤدّي إلى صراع إقليمي واسع النطاق، لا يمكن تصوّره، وسيكون مدمّراً لجميع المعنيين، ولبقية العالم». وأعرب الأمين العام خصوصاً عن إدانته للهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي. وشدّد على أنّ «لحظة الخطر القصوى هذه يجب أن تكون لحظة ضبط نفس قصوى». وأضاف «لقد حان الوقت لإنهاء حلقة الأعمال الانتقامية الدموية»، مشدّداً على أنّنا «نتحمّل سوياً مسؤولية مواجهة هذه المخاطر، وإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية... بدءاً من غزة».

غزة وخفض التوتر

وأكد غوتيريش أن إنهاء الأعمال القتالية في غزة من شأنه أن يخفض التوتر بشدة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القطاع يعيش «جحيماً» على الصعيد الإنساني. وأضاف أنه لتجنب المجاعة في غزة، نحتاج «قفزة هائلة» في المساعدات والغذاء والماء والصرف الصحي والرعاية الصحية، مؤكّداً أنّ مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدمّر من «الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية» والجوع.

وخلال الجلسة، أعرب غوتيريش عن قلقه إزاء «الوضع المتفجر في الضفة الغربية المحتلة»، داعياً إلى «وقف التصعيد».

وقال غوتيريش إنّه منذ 7 أكتوبر، قُتل في الضفة «أكثر من 450 فلسطينياً، بينهم 112 طفلاً، غالبيتهم على أيدي القوات الإسرائيلية، خلال عملياتها وأثناء تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلّحين فلسطينيّين». وأضاف «قُتل آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسلّحين، وأحياناً بوجود قوات الأمن الإسرائيلية، التي لم تفعل شيئاً للحؤول دون سقوط» هؤلاء القتلى. ودعا الأمين العام «إسرائيل إلى اتّخاذ إجراءات فورية لإنهاء عنف المستوطنين غير المسبوق».

وأدلى الأمين العام للأمم المتحدة بخطابه خلال اجتماع رفيع المستوى عقده مجلس الأمن الدولي، حول الوضع في غزة، وحضره عدد من وزراء خارجية دول المنطقة، بما فيها الأردن وإيران.

وأكدت الرئاسة المالطية الحالية لمجلس الأمن الدولي، أنّ المجلس سيصوّت في وقت لاحق على طلب الفلسطينيين منح دولتهم العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. لكنّ هذا المسعى محكوم بالفشل، بسبب معارضة الولايات المتّحدة له.

تحذير واتهام

إلى ذلك، وجّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، ثلاثة نداءات إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، تمثل الأول في توفير الحماية للدور الحيوي الذي تقوم به الوكالة في مجالات توفير الخدمات الحيوية وحماية حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين، والثاني في الالتزام بعملية سياسية حقيقية، تكتمل بالتوصل إلى حل يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين، والثالث بالعمل على معالجة الجروح العميقة في المنطقة، والتي لا يمكن أن تُداوى إلا بغرس التعاطف ورفض نزع الإنسانية، داعياً إلى ضرورة رفض الاختيار في التعاطف ما بين سكان غزة المنكوبين أو الرهائن وأسرهم.

قال أمام مجلس الأمن الدولي، المؤلف من 15 عضواً «اليوم، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين». وأوضح لازاريني «في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها... في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح». وقال لازاريني إن الأونروا تتعرض لحملة لطردها. وأضاف «في غزة، تسعى حكومة إسرائيل إلى إنهاء أنشطة الأونروا. ويتم رفض طلبات الوكالة لإيصال المساعدات إلى الشمال بشكل متكرر. ويجري استبعاد موظفينا من اجتماعات التنسيق بين إسرائيل والمنظمات الإنسانية».

واستطرد «والأسوأ، هو أن مباني الأونروا وموظفيها يتعرضون للاستهداف منذ بداية الحرب. وقُتل 178 من موظفي الأونروا».

Email