نقص العلاج.. يزيد من معاناة السودانيين

نازحون سودانيون يعانون الجوع ونقص العلاج جراء استمرار الحرب | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تدخل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثاني، تتفاقم معاناة المدنيين في كافة أنحاء البلاد، وتزداد تلك المعاناة أضعافاً في مناطق الصراع، فالأوضاع الإنسانية تنذر بكارثة لا مثيل لها، في ظل انعدام الخدمات الضرورية من مياه للشرب وغذاء ودواء، فمن لم تقتله رصاصة طائشة مات من المرض، وحياته مهددة بالجوع والعطش، لا سيما في بعض محليات ولاية الخرطوم وأرياف ولاية الجزيرة المتباعدة، وولايات دارفور وكردفان.

وأعلنت غرفة طوارئ شرق النيل إحدى محليات ولاية الخرطوم عن وفاة 6 من مرضى الفشل الكلُوي بسبب انعدام المياه والكهرباء بمحلية شرق النيل، وأكدت أن تواصل انقطاع التيار الكهربائي والذي تبعه توقف تام للإمداد المائي يعتبر كارثةً حقيقية تحتاج للتدخل العاجل، ولفتت إلى أن انعدام المياه بالمحلية فاقم من المعاناة، وأحدث أزمات حادة في جميع جوانب حياة إنسان المنطقة.

وإضافة لعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وصعوبة حصول المواطنين على حاجتهم منها، قالت الغرفة في بيان لها إن مرضى الفشل الكُلوي تضرروا بصورةٍ كبيرة، إذ إن انعدام المياه وارتفاع سعر الوقود لتشغيل مكينات الغسيل لم يُمكن مراكز غسيل الكُلى من العمل بالفعالية المطلوبة، ونقصت أو توقفت الغسلات اللازمة للمرضى في الأيام الماضية، وقد تسبب ذلك في وفاة ستة مرضى منذ بداية الأزمة حتى الآن في مركز غسيل الكُلى بمستشفى البان جديد وحده.

وحذرت غرفة طوارئ شرق النيل من أن المئات من مرضى الفشل الكُلوي بالمنطقة يواجهون نفس المخاطر، وأشارت إلى أن الغرفة تعمل جاهدةً للتقليل من حدة هذه المخاطر، لكن الحاجة كبيرة جداً حسب البيان، وناشدت جميع المنظمات الوطنية والدولية وكل الخيرين للمساهمة في شراء الوقود لتشغيل محطات ضخ المياه، وتوفير ألواح الطاقة الشمسية لتساعد في تشغيل مولدات كهرباء المستشفيات والمراكز الصحية، كما ناشد الجهات المعنية بالسماح للطواقم الهندسية بالتدخل لإصلاح العطل الذي أدى لانقطاع الكهرباء وعدم عرقلة عملهم.

وفي منطقة جنوب الحزام جنوبي الخرطوم تدخل حالة الظلام الكهربائي، بجانب انقطاع خدمات شبكات الاتصالات والإنترنت التي تجاوزت الشهرين، ما أدى زيادة العبء على كاهل السكان الذين لم ينزحوا من ديارهم، وذلك بإضافة فواتير إضافية في متطلبات الحياة اليومية من شراء (الفحم والمياه والثلج)، إضافة إلى تردي الخدمات بشكل عام، غير أن الأزمة الصحية هي التي تشكل هاجساً لسكان تلك المناطق، في ظل غلاء الأدوية وانعدام الكثير منها.

وتعاني معظم ولايات بالبلاد من انعدام للأدوية المنقذة للحياة، لا سيما الولايات البعيدة في إقليمي دارفور وكردفان، مع ظهور أمراض وبائية ببعض تلك الولايات، حيث أعلنت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور عن ظهور حالات لحمى الضنك، بجانب حالات أخرى للحصبة، ويأتي ذلك في صعوبة إيصال الدواء والغذاء بسبب الحرب، وتعنت الأطراف فيما يتعلق بفتح ممرات آمنة لقوافل المساعدات الإنسانية للمتأثرين في تلك المدن، ومعسكرات النزوح بدارفور التي تعاني من نقص حاد في الغذاء ما أحدث وفيات وسط الأطفال والنساء نتيجة لسوء التغذية.

Email