بايدن: تل أبيب شريكنا الأقوى.. ونتانياهو: سنتخذ قراراتنا بأنفسنا

إيران في مرمى العقوبات لتشجيع إسرائيل على الحد من ضرباتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من المحاولات العالمية لثني تل أبيب بشأن رد إسرائيلي على هجوم إيران الصاروخي السبت الماضي، يبدو أن إسرائيل مصّرة على موقفها حيث قال رئيس الحكومة بينيامين نتانياهو، إن تل أبيب تقدّر النصائح الغربية، لكنها تتخذ قراراتها بنفسها، فيما تأمل الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى في أن تساعد العقوبات الاقتصادية الجديدة المرتقبة على إيران في إقناع إسرائيل بالحد من نطاق ردها على هجوم طهران.

وخلال أول زيارة لوزيرين غربيين إليها منذ الهجوم الصاروخي الإيراني حث وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك إسرائيل على الهدوء.

وقال كاميرون: «نحن حريصون جداً على تجنب التصعيد ونقول لأصدقائنا في إسرائيل، لقد حان الوقت للتفكير بالعقل والقلب، وهذه هزيمة مزدوجة لإيران من نواحٍ عديدة». فيما حثت الوزيرة الألمانية إسرائيل مجدداً على «ضبط النفس».

الرد

وزاد: «من الواضح أن إسرائيل قررت الرد على هجوم إيران عليها»، وقال للصحفيين في مستهل حديثه: «من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون قراراً بالتحرك... نأمل أن يفعلوا ذلك بطريقة لا تؤدي إلا إلى أقل قدر ممكن من تصعيد الأمر».

وأكد نتانياهو أنه قال لوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا إن إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها». وأضاف أن تل أبيب تقدّر النصائح الغربية، لكنها تتخذ قراراتها بنفسها، في إشارة إلى أنها لن تستجيب للنصح الغربي بعدم الرد.

في الأثناء، أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقال في صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أنه إذا صعّدت إيران هجومها على إسرائيل بشكل كبير فقد تتدخل الولايات المتحدة، وقال إن إسرائيل شريكنا الأقوى بالمنطقة ولن نقف مكتوفي الأيدي إذا ضعفت دفاعاتها. وأوضح بايدن بأن «طهران تريد تدمير إسرائيل إلى الأبد لافتاً إلى أن «الجيش الإسرائيلي يمتلك التكنولوجيا والتدريب اللازمين للدفاع عن البلاد».

استعدادات إيرانية

ووسط هذه التطورات، بدأت إيران تستعد براً وبحراً وجواً لهذا الهجوم الانتقامي المرتقب الذي قد يطال مواقع داخل البلاد، أو حتى الوكلاء سواء في العراق أو سوريا أو لبنان.

فقد كشف مسؤولون ومستشارون وإيرانيون، أمس، أن طهران بدأت في إجلاء ضباطها ومستشاريها من مواقع عدة في سوريا،

أما بحراً، وأعلنت البحرية الإيرانية أن قواتها سترافق السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر، في ظل التوتر القائم.

كذلك رفعت القوات البرية جاهزيتها في إيران، مؤكدة أنها سترد الصاع صاعين وفي الحال، على أي اعتداء على أراضي البلاد.

ولتشجيع إسرائيل على الحد من ضرباتها، أعلنت واشنطن أمس أنها ستفرض عقوبات عديدة على الإيرانيين، وتشجع الحلفاء الأوروبيين على اتخاذ التدابير عينها.

عقوبات

إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الأساسية، إنها تعتزم فرض عقوبات جديدة على إيران ترتبط ببرامج الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان أن العقوبات ستشمل كيانات تدعم الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، متوقعاً أن تحذو الدول الحليفة للولايات المتحدة حذوها، مشدداً على أن بلاده ستواصل تعزيز دفاعها في الشرق الأوسط لتقويض قدرات طهران.

وأوضح سوليفان أن «هذه العقوبات الجديدة بالإضافة إلى تدابير أخرى ستواصل ممارسة الضغط على إيران لاحتواء وإضعاف قدراتها العسكرية»، مؤكداً أن القوات الأمريكية في المنطقة ستعزّز جاهزيتها للتصدي لأي قصف إيراني جديد بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وشدد على أن «الضغوط ستستمر» على إيران.

قمة بروكسل

وعقد زعماء قمة في بروكسل في الوقت الذي تحاول فيه قوى عالمية منع اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، وجاء في مسودة بيان صدرت قبل القمة أن «الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ إجراءات تقييدية أخرى ضد إيران، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة والصواريخ».

وبحسب البيان الذي أوردته «رويترز»، سيدين الزعماء «بقوة وبشكل لا لبس فيه» الهجوم الإيراني وسيؤكدون من جديد التزامهم بأمن إسرائيل وسيدعون جميع الأطراف إلى منع مزيد من التصعيد. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن التكتل يستعد لتشديد عقوباته على إيران وإن من المقرر أن يواصل وزراء خارجية الدول الأعضاء العمل يوم الاثنين.

وأضاف أن عدة دول أعضاء اقترحت توسيع نظام العقوبات الذي يسعى إلى الحد من تزويد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية ليشمل أيضاً توريد الصواريخ وتغطية عمليات التسليم إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

Email