غموض في المشهد الليبي بعد استقالة باتيلي وتأجيل «المصالحة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه الأزمة الليبية مزيداً من الغموض بعد إعلان المبعوث الأممي عبد الله باتيلي استقالته من منصبه، وتأجيل المؤتمر الشامل للمصالحة الوطنية الذي كان مقرراً عقده في مدينة سرت في الثامن والعشرين من أبريل الجاري.

وقال باتيلي في إعلان استقالته، إن الأمم المتحدة غير قادرة على أن تتحرك بنجاح دعماً لعملية سياسية، في مواجهة قادة يضعون مصالحهم الشخصية فوق حاجات البلاد، وفق تقديره، في إشارة إلى فشل مبادرة الطاولة الخماسية التي كان طرحها منذ نوفمبر الماضي، دون أن تجد صدى ايجابياً على الفرقاء الأساسيين في المشهد الليبي.

ولعل ما زاد الطين بلة أن الدبلوماسي السنغالي الذي تكلم بألم وحرقة، هو تاسع مبعوث خاص إلى ليبيا، يأتي ويرحل من دون تغيير يذكر بعد مرور أكثر من 13 سنة على الحرب وإسقاط النظام السابق. لكن مصير باتيلي يبقى في يد الأمين العام الذي يتمتع وحده دون سواه بصلاحية قبول الاستقالة أو رفضها، أو ربما الطلب منه البقاء لفترة محددة في منصبه إلى حين العثور على بديل.

وينتظر الليبيون، تعيين المبعوث الأممي العاشر منذ 2011، وعما إذا سيتم التوافق عليه من قبل القوى الكبرى المتصارعة على النفوذ في ليبيا والمنطقة وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، فيما أكدت أوساط ليبية لـ«البيان» أن البعثة الأممية ستدار خلال المرحلة القادمة من قبل الدبلوماسية الأمريكية من أصل لبناني ستيفاني خوري التي تم تعيينها في مارس الماضي، رئيسة مساعدة للبعثة مكلفة بالشؤون السياسية، والتي يرجح المراقبون أن تكون نسخة ثانية من مواطنتها ستيفاني وليامز التي تولت مهمة المبعوث الأممي بالإنابة مارس 2020، ثم أصبحت في ديسمبر 2021 مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا واستمرت في ذلك المنصب إلى يوليو 2022.

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن، قال باتيلي إنه منذ أن دعا الأطراف الليبية الخمسة الرئيسية إلى الحوار بغية حل جميع المسائل موضع خلاف والمتعلقة بالقوانين الانتخابية وتشكيل حكومة موحدة، عمل على تصعيد وتيرة عمله معهم، واقترح سبلاً لمعالجة بواعث قلقهم مع الحفاظ على نزاهة مبادرة الحوار كما اقترحها في الأصل،غير أن محاولاته لمعالجة انشغالاتهم، لقيت مقاومة عنيدة وقوبلت بالفشل.

وبحسب مراقبين، فإن استقالة باتيلي المفاجئة جاءت تعبيراً عن فشل المجتمع الدولي في ليبيا، وكذلك عن احتدام صراع النفوذ بين القوى الكبرى، وخاصة بين روسيا والولايات المتحدة سواء في الداخل الليبي أو في منطقة الساحل والصحراء، وهو صراع ستتبين ملامحه أكثر خلال الفترة القادمة.

في الأسبوع الماضي، اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة في العاصمة طرابلس، في مشهد بات يتكرر من وقت لآخر بين المجموعات المسلحة المتنافسة.

Email