إيران تهدد بالرد على أي هجوم ودعوات عالمية إلى ضبط النفس

الضغوط الدولية تسابق رغبات إسرائيل في الانتقام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسابق دول العالم الزمن من أجل ثني إسرائيل عن الانتقام من الهجوم الإيراني سيما بعد إعلان تل أبيب تمسكها بالرد، وصعدت دول العالم من جهودها بالدعوة إلى ضبط النفس لتجنب تصعيد في الشرق الأوسط في خضم الحرب في غزة.فيما حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن «أصغر عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل واسع ومؤلم».

وتعهّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي بالردّ، في تصريحات أدلى بها وهو يقف على مقربة من طائرة مقاتلة من طراز «إف-35» في قاعدة نيفاتيم (جنوب) التي أصيبت في القصف الإيراني. «إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ، صواريخ كروز، والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية سيُقابل برد»، لكنه لم يقدم تفاصيل.

رسالة

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أمس أن إسرائيل وجهت رسالة إلى دول المنطقة مفادها بأن الرد على الهجوم الإيراني لن يعرض استقرار هذه الدول للخطر. في الأثناء، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن رد إيران سيكون قاسياً على أي تحرك يستهدف مصالحها،وتابع إن «أصغر عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل واسع ومؤلم»، لكنه أكد في المقابل لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية جاءت بمبادرة من الجانب الإيراني أن طهران لا تسعى لأي تصعيد في الشرق الأوسط.

وأشار رئيسي إلى أن تصرفات إيران كانت «قسرية ومحدودة بطبيعتها»، وشدد على عدم سعي إيران نحو مزيد من التصعيد.

ووسط هذه التطورات، قال أربعة مسؤولين أمريكيين لشبكة «إن بي سي نيوز»، أمس إنهم يتوقعون أن يكون نطاق الرد على الهجوم الذي شنته إيران ضد إسرائيل محدوداً، وأشاروا إلى أنه قد يحدث في أي وقت. ورجح المسؤولون أن يشمل الرد الإسرائيلي ضربات ضد قوات إيران العسكرية، ووكلائها خارج البلاد.

وبحسب «إن بي سي»، يستند هذا التقييم إلى حوارات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين جرت قبل أن تطلق إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل ليل السبت الماضي.

في الأثناء، صعدت الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا من جهودهم لثني إسرائيل عن الانتقام من الهجوم الإيراني، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أمس أن صناع القرار في إسرائيل يتعرضون لضغوط هائلة لمنعهم من الرد على الهجوم الإيراني أو الاكتفاء برد محدود. ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك رسالة واضحة من الولايات المتحددة ودول أوروبية مفادها الاكتفاء برد غير كبير أو اعتبار إسقاط 99 بالمئة من الصواريخ الإيرانية بمثابة «انتصار على إيران ولا حاجة لنصر إضافي».وأضافت الهيئة «تلك الدول قالت إن على إسرائيل عدم الرد على الهجوم الإيراني، أو الرد بطريقة مدروسة ومتناسبة، وأنه في ضوء الوضع الراهن، يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تكتفي بالحملة الدبلوماسية والسياسية المنسقة التي يتم شنها ضد إيران بالتعاون مع الولايات المتحدةو العمل على فرض عقوبات على ايران..وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اتصالات بنظرائه في أوروبا والشرق الأوسط لمنع تصعيد النزاع.

أكدت الولايات المتحدة أنها لا تريد «حرباً واسعة مع إيران» ولن تكون طرفاً في أي عملية انتقامية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن «دحرنا هذا الهجوم» الإيراني، داعياً إسرائيل إلى تجنب التصعيد والعمل على «وقف لإطلاق النار» مرتبط بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الدول الغربية تستعد لفرض عقوبات على طهران، وسط مساع لمنع تصعيد الوضع إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، وفق «فاينانشيال تايمز».

تنسيق دبلوماسي

وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تنسق رداً دبلوماسياً للسعي لمنع التصعيد، فيما قال سوناك إن «مجموعة السبع» تعمل على إجراءات دبلوماسية ضد إيران، والتي تخضع بالفعل لعقوبات شديدة من الغرب.

وتحث إدارة الرئيس الأمريكي وعدة دول غربية أخرى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم التسرع في الانتقام من إيران، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب إقليمية.

وذكر موقع «أكسيوس» الإخباري، نقلا عن نسخة من تصريحات لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، أن الوزارة تستعد لفرض عقوبات جديدة على إيران رداً على هجومها على إسرائيل.

وتواصلت المداولات الدبلوماسية المرتبطة بهذا التوتر.فقد تحدث وزير الخارجية الصيني وانغ يي هاتفياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ونقل عنه رغبة إيران «في ضبط النفس». وصدرت دعوات عن اليابان التي عبرت عن قلقها من «الهجمات الإيرانية التي تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في الشرق الأوسط»، وحثت طهران على «ضبط النفس». ورأت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا أن «الوضع الراهن ليس في صالح المجتمع الدولي ككل، بما فيه اليابان، ولا في صالح إيران والشعب الإيراني».

قلق

إلى ذلك، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي عن «قلقه» من احتمال استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ردّاً على هجوم طهران على إسرائيل، مؤكداً أن هذه المنشآت أغلقت الأحد.

ورداً على سؤال بشأن شنّ إسرائيل ضربة انتقامية تطال المنشآت النووية الإيرانية، قال غروسي في مؤتمر صحافي «نحن قلقون من هذا الاحتمال»، مضيفاً «ما يمكنني أن أقوله لكم هو أن الحكومة الإيرانية أبلغت مفتشينا في إيران بأن كل المنشآت النووية التي نقوم بتفتيشها يومياً، ستبقى مغلقة لاعتبارات أمنية».

Email