هشاشة الوضع الأمني تعود إلى صدارة الاهتمامات في ليبيا

مسلحون ليبيون عند نقطة تفتيش في زليتن شرق طرابلس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد الوضع الأمني ليتصدر لائحة الاهتمامات في ليبيا، في ما وصفته أطراف داخلية وخارجية بالهش، وحذرت من عودة البلاد إلى مربع العنف، الذي قد يعصف بما تحقق من مكاسب سياسية واجتماعية وأمنية خلال الفترة الماضية.

وفيما لم تفلح الجهات الحكومية بعد في إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي المشترك مع تونس، المغلق منذ 19 مارس الماضي، بسبب سيطرة ميليشيات عليه، أكد وزير السياحة في حكومة الوحدة الوطنية، نصر الدين الفزاني، أن الحفاظ على الوضع الأمني هو التحدي الأكبر، وأن أي اضطراب أو اختراق أمني يعود بالبلاد إلى نقطة البداية.

لافتاً إلى أن الخسارة الحقيقية التي تكبدتها ليبيا في فترة الصراعات خلال السنوات الماضية، هي ترسيخ صورة ذهنية لدى كثير عنها ووصمها حتى يومنا الراهن بأنها بلد صراعات وفوضى أمنية.

وتشير أوساط مطلعة، إلى مخاوف جدية من العودة إلى مربع العنف، بسبب صراع النفوذ بين الميليشيات والجماعات المسلحة التي لا تزال مصرة على إبقاء الوضع على ما هو عليه، أي بما يتناقض مع سعي الحكومة لإخلاء العاصمة طرابلس من المسلحين.

ضبط نفس

في سياق متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس في 11 أبريل، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس، وتجنب التصعيد أو الأعمال الانتقامية. وقالت في بيان إنها تدين الاستخدام المتكرر للعنف كوسيلة لتسوية الخلافات، كونه يعرض سلامة السكان المحليين للخطر، ويقوض الوضع الأمني الهش.

وتشدد على ضرورة إخضاع المسؤولين للمحاسبة، معتبرة أن حالة انعدام الأمن المزمن، ليست إلا نتيجة لاستمرار الأزمة السياسية، ولتآكل الشرعية المؤسسية، وهي تشكل تذكيراً بحاجة ليبيا إلى منح الأولوية لإجراء الانتخابات، من أجل إقامة هيئات حكم شرعية، قادرة على بسط سلطة الدولة ودعم سيادة القانون، وفق نص البيان.

وشهدت طرابلس، الخميس الماضي، اشتباكات بين جماعات مسلحة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما شهدت مدينة الزاوية سقوط قتيل، نتيجة إصابته بعيار ناري من أحد المسلحين. ووفق مراقبين، فإن التحذير البريطاني من التوجه إلى ليبيا، زاد من حجم التساؤلات حول ما يمكن أن يكون عليه الوضع الأمني خلال الفترة القادمة.

حيث نصحت وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث والتنمية، في بيان لها، مواطنيها، بعدم السفر إلى ليبيا، وقالت إن جميع الرحلات من وإلى وداخل ليبيا، تكون على مسؤولية المسافر.

حيث إن الأوضاع الأمنية المحلية هشة، ويمكن أن تتدهور بسرعة إلى قتال عنيف واشتباكات دون سابق إنذار، مشيرة إلى احتمالية أن تندلع أعمال عنف محلية بين الجماعات المسلحة في العاصمة والمنطقة المحيطة بها في وقت قصير، دون سابق إنذار، مؤكدة أن القتال بين الجماعات المسلحة يشكل مخاطر كبيرة على السفر الجوي في ليبيا، وقد تسبب بشكل دوري في التعليق المؤقت أو إغلاق المطارات.

Email