لبنان.. مسرح مفتوح على مختلف التحليلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حين يتطلّع اللبنانيون إلى مرحلة ما بعد عيد الفطر، كي تكون بداية لانطلاقة جديدة في اتجاه إنقاذ لبنان من أزماته، وغداة انكشاف خبر وفاة منسّق حزب «القوات اللبنانية» في قضاء جبيل، باسكال سليمان، الذي استعيد جثمانه وسيارته من سوريا، وسط أجواء مشحونة واتساع دائرة التحقيقات، لا يزال الاهتمام المحلي موزّعاً بين 3 اتجاهات: الأول متابعة التحقيقات مع الموقوفين السوريين، لكشف ملابسات الجريمة بشكل كامل، وتبديد الشكوك حول خلفياتها الفعلية، بعدما ربطتها البيانات الأمنية الرسمية بالسرقة.

والثاني منع تفلّت الوضع الأمني، في ضوء عمليات التحريض، سواء عبر بعض التصريحات الإعلامية أو التسجيلات المسرّبة أو من خلال مواقع التواصل. أما الاتجاه الثالث، فتمثل في تكثيف حملات التوعية، لناحية أن حل أزمة النزوح السوري في لبنان لا يكون بالخروج على القانون ولا بالأمن الذاتي. وما بين مضامين هذه الاتجاهات كلامٌ عن أن لبنان «مسرح جريمة» مفتوح على مختلف التحليلات وعلى ثأر «القوات»، لكنّ مرجعيتين، عسكرية (قيادة الجيش)، ودينية (البطريركية المارونية)، أمسكتا بالأمور، ومنعتا اللجوء للشارع، علماً أن المشكلة الأساس، من وجهة نظر مصادر «القوات اللبنانية»، تعزو الفوضى إلى «حزب الله» وشعاره «وحدة الساحات».

وقائع وترقّبوفي حين أمهل حزب «القوات اللبنانية» لبنان واللبنانيين في عيد الفطر، فإن المشهد سيصبح أكثر انقشاعاً بعد مراسم دفن سليمان في جبيل اليوم، ذلك أن دفن الضحية، وفق تأكيد مصادر «القوات» لـ«البيان»، لن يدفن حقائق منتظرة من الأجهزة الأمنية لكشف بقية عناصر الجريمة وتوقيف المتوارين من أفرادها، والأهم هو الوصول إلى إجماع لبناني على معالجة ملف النزوح السوري، وترتيب عودة عاجلة «رغم أنف الأمم»، وفق تعبير مصدر قوّاتي، أشار لـ«البيان» إلى أن كل الإحصاءات والتصريحات من المسؤولين اللبنانيين أنذرت وتنذر بهذه «الصواعق المتفجرة»، إذ كشف وزير الداخلية بسام مولوي أن 35% من الموقوفين بالسجون هم من التابعية السورية، في حين كشف وزير المهجرين عصام شرف الدين أن هناك نحو 20 ألف مسلّح داخل المخيمات لـ«ساعة الصفر»، وفق تعبيره.

وثمّة إجماع معارض على أن هذه التصريحات تقود إلى خواء في المعالجة واستسلام لمجتمع دولي ومصالح أوروبية قررت اعتبار لبنان وطن نزوح دائم، و«بعض هذه الدول ومنظماتها وجمعياتها يقودنا من مؤتمر نزوح إلى منتدى لجوء».

وفي موازاة هذه الوقائع، كشفت مصادر لـ«البيان» عن أن لبنان كاد يقع في فتنة، على خلفية ردود الفعل على جريمة خطف سليمان وقتله. وبدا بحسب معطيات هذه المصادر أن الإعلان سريعاً أن أفراد العصابة الـ4 الذين نفذوا الجريمة هم من التابعية السورية ألهب مشاعر أبناء بعض المناطق، وكأنه تحضير لردود فعل ضد النازحين السوريين.

Email