تقارير « البيان»

هل تغدو أفريقيا بوابة استقطاب عالمية لتنظيم «داعش»؟

دول الساحل في أفريقيا تعزز إجراءاتها الأمنية لمواجهة خطر تنظيم «داعش» - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت تحركات تنظيم داعش الإرهابي تتوسع من منطقة الشرق الأوسط نحو أفريقيا بشكل عام، ومنطقة الساحل والصحراء بشكل خاص.

خاصة بعد التيقن من وجود توجه راسخ لهذه الجماعات من اختيارها لهذا الفضاء كمرتع جديد لعملياتها وفكرها مستغلة حالة الفراغ الأمني الذي تعرفه دول الساحل، في الوقت الذي قدّر فيه خبراء الأمم المتحدة في تقرير عدد عناصر التنظيم الناشطين  على المستوى العالمي في حدود ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل. فهل تغدو أفريقيا بوّابة استقطاب عالمية لتنظيم داعش؟

وفي أحدث التقارير الصادرة عن المنظمة، جاءت تحذيرات وكيل الأمين العام لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن، الخميس الماضي، من أن التنظيم لا يزال يمثل تهديداً متزايداً، ذلك في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في بعض المناطق، لا سيما غرب القارة الأفريقية ومنطقة الساحل، مع تكثيف نشاطه وعزمه تنفيذ هجمات في الخارج.

صراعات

وأفاد خبير الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» بأن النشاط الإرهابي تراجع في إفريقيا خلال السنوات الماضية، ولكنه عاد مرة أخرى نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية وغياب الأمن «الغذائي والطاقي»، فضلاً عن الصراعات الداخلية وغياب الديمقراطية.

وأضاف أن كل هذه الأسباب ساعدت في تنامي الجماعات الإرهابية في القارة الأفريقية، فضلاً عن العوامل المرتبطة بالتنازع والصراع على الثروات والسلطة بين قبائل وعشائر دول داخلية في أفريقيا، مشدداً على أن سلاح الإرهاب دائماً ما يستخدم كسلاح منخفض التكاليف.

حيث يتم استخدامهم في تغيير جغرافيا الدول والسيطرة على الثروات وغيرها. وأوضح أنه كلما تنامت الصراعات الدولية زاد نشاط الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن بعض الدول الكبرى تستخدم الإرهاب في تنفيذ خطتها للتدخل في دول أخرى مختلفة مع  تراجع أداء الحكومات الوطنية في الدول الأفريقية، وبما يسهل ظهور الجماعات المتطرفة.

تزايد نشاط التنظيم

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سلط الضوء أيضاً في إحاطته على ما وصفه بـ «تزايد نشاط التنظيم في أفريقيا»، وذلك على الرغم مما تم إحرازه من تقدم في جهود مكافحة الإرهاب طيلة السنوات الماضية وبما حد من القدرات العملياتية للتنظيم.

من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، منير أديب، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن الآن ثمة مرحلة إعادة تنظيم جديد لـ «داعش» بعد مرور نحو عقد على نشأته، وبعد سنوات من الإعلان عن سقوطه في 22 مارس 2019، مردفاً: «مرت خمس سنوات على سقوط  التنظيم ومازال نشطاً ويقوم بتنفيذ عمليات نسبيا نوعية بالشرق والغرب».

تحذيرات أممية

وأشار إلى التحذيرات الأممية الأخيرة وتحذيرات فرنسا كذلك، باعتبارها تشير إلى استشعار المجتمع الدولي الخطر من أن ثمة عمليات قد ينجح تنظيم داعش في تنفيذها، بما في ذلك عمليات في قلب أوروبا، لا سيما في فرنسا التي جاءت التهديدات الارهابية قبل مباراة أوروبية لكرة القدم في باريس.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في إحاطته لمجلس الأمن، قد شدد على أهمية تجديد الالتزام الدولي إزاء مكافحة الإرهاب وليس فقط معالجة آثاره، مسلطاً الضوء على «الدمار والمعاناة والمأساة التي تسببها العمليات الإرهابية»، وبما يتطلب أن يكون حافزاً مباشراً للمضي قدماً في جهود مكافحة الإرهاب ومنع الهجمات بشكل استباقي في المقام الأول.

 

 

Email