الأمم المتحدة: إسرائيل تعطّل توزيع الغذاء.. والإنسانية فقدت «بوصلتها الأخلاقية»

«البنتاغون»: مجاعة واسعة النطاق في غزة ستؤدي لصراع طويل الأمد

فلسطينيون ينتظرون استلام مساعدات قبل عيد الفطر في دير البلح وسط قطاع غزة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الثلاثاء، إن حدوث مجاعة واسعة النطاق تفضي إلى سقوط وفيات في غزة ستؤدي على الأرجح إلى تفاقم أعمال العنف وصراع طويل الأمد.

بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة أن إسرائيل تعطل توزيع المواد الغذائية داخل قطاع غزة حيث تلوح المجاعة في الأفق، وتحذيرها أيضاص من أن الإنسانية فقدت «بوصلتها الأخلاقية» في غزة.

ويواجه القطاع المدمر خطر تفشي المجاعة والمرض بعد أن أصبح جميع سكانه تقريباً مشردين الآن، بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة. وتشكو وكالات إغاثة من أن إسرائيل لا تضمن وصول ما يكفي من الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية اللازمة الأخرى.

وعندما سأل أحد المشرعين أوستن عن الأثر الذي سينجم عن مجاعة جماعية، أجاب أوستن أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ «سيؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة أعمال العنف... وإلى صراع طويل الأمد». وقال: «يجب ألا يحدث ذلك... يجب أن نواصل بذل كل ما في وسعنا، وهو ما نفعله، لتشجيع الإسرائيليين على توفير المساعدات الإنسانية».

وذكر أوستن أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تعميق هذه الزيادة في المساعدات واستمرارها. وأضاف أن فشل إسرائيل في فصل الشعب الفلسطيني عن «حماس» «سينشئ مزيداً من الإرهاب فحسب». لكن أوستن دافع عن إسرائيل في مواجهة اتهامات بأنها ترتكب إبادة جماعية في غزة. وتابع أوستن: «لا نملك أدلة على ذلك».

وتقول إسرائيل إن المساعدات تتدفق إلى غزة بوتيرة أسرع، لكن الكمية محل خلاف وتقول الأمم المتحدة إن الكمية تظل أقل من الحد الأدنى لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

وأوضحت إسرائيل أن 419 شاحنة دخلت إلى غزة أمس الاثنين، وهو أعلى عدد شاحنات يدخل خلال يوم واحد منذ اندلاع الحرب، رغم إعلان الهلال الأحمر والأمم المتحدة أرقاماً أقل بكثير وحديث الأمم المتحدة عن أن العديد من الشاحنات كانت نصف ممتلئة بسبب قواعد التفتيش الإسرائيلية.

تعطيل المساعدات

وشكت وكالات إغاثة من أن إسرائيل لا تسمح بوصول ما يكفي من الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية اللازمة، واتهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل باستخدام التجويع سلاحاً في الحرب.

واعتبرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد الثلاثاء أن الإنسانية والمجتمع الدولي فقدا «بوصلتهما الأخلاقية» في قطاع غزة.

وقالت محمد في مؤتمر صحافي «ما يقلقني بشدة أننا فقدنا بوصلتنا الأخلاقية في ما يتعلق بغزة، سواء كإنسانية أو كمجتمع دولي». وأضافت نائبة أنطونيو غوتيريش الذي لا ينفك يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، «علينا أن نفعل شيئا وبسرعة، آلاف الأطفال ما زالوا يموتون، أو يعيشون مبتوري الأطراف. وهناك مئات ممن ينتظرون العودة إلى منازلهم، الرهائن».

سجال أممي إسرائيلي

كما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس ليركه في جنيف، إن «عمليات توصيل المواد الغذائية التي تنسقها الأمم المتحدة هي أكثر عرضة للعرقلة أو منع الوصول... من أي مهمة إنسانية أخرى».

وأضاف أن ذلك يعني، مستشهداً بإحصائيات شهر مارس، أن «القوافل الغذائية المتوقع توجهها خصوصاً إلى الشمال، حيث يعاني 70 % من السكان ظروفاً شبيهة بالمجاعة، من المرجح أن يتم رفضها ثلاث مرات أكثر من القوافل الإنسانية الأخرى».

وأفادت «كوغات»، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية، أمس الثلاثاء عبر منصة «إكس» عن تفتيش ودخول 741 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة «خلال اليومين الماضيين».

وأضافت أنه «تم توزيع 267 شاحنة مساعدات فقط من قبل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة داخل غزة (منها 146 شاحنة تحمل مواد غذائية)». واعتبرت الهيئة أن «المساعدات متوفرة، والتوزيع هو المهم».

لكن ليركه شدّد أن هذه الإحصائيات «لا معنى لها» لعدة أسباب. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أولاً وقبل كل شيء، الشاحنات التي تفتشها كوغات تكون بشكل عام نصف ممتلئة فقط. وهذا مطلب وضعته»، موضحاً أنه بمجرد تفتيش هذه الشاحنات، تعيد الأمم المتحدة توزيع المساعدات داخلها للاستفادة من المساحة، ولذلك فمن الطبيعي أن «الأرقام لا تتطابق أبداً».

وشدد المتحدث باسم «أوتشا» على أن «التزام الأطراف المتحاربة - وخاصة إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة لغزة - بتيسير وضمان وصول المساعدات الإنسانية لا يتوقف عند الحدود. يشمل الأمر أيضاً التحركات داخل غزة».

Email