قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية، واصفاً الوضع في غزة بأنه «كارثة إنسانية». وأضاف أوستن في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): «في غزة، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية، وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية». وأردف: «غزة تعاني كارثة إنسانية».
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس في تل أبيب، إن الوضع في قطاع غزة مثل الجحيم بالنسبة للمدنيين الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية.
في جنيف، قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنها تعتقد أن الحملة الإسرائيلية في غزة ترقى إلى حد الإبادة الجماعية، ودعت الدول إلى فرض عقوبات وحظر أسلحة على الفور.
وأضافت ألبانيز أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: «أجد أسباباً منطقية للاعتقاد بأن الحد الأدنى الذي يشير إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كمجموعة في غزة قد استُوفي». وأضافت: «أدعو الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها التي تبدأ بفرض حظر على الأسلحة وعقوبات على إسرائيل». ورفضت إسرائيل، التي لم تحضر الجلسة، النتائج التي توصلت إليها المقررة الخاصة.
وتحدث عشرات الدبلوماسيين يمثل معظمهم الدول العربية والإسلامية وأمريكا اللاتينية، للدفاع عن خبيرة الأمم المتحدة الممنوعة من دخول إسرائيل، بعد تصريحات حول هجوم 7 أكتوبر اعتبرتها إسرائيل «معادية للسامية». وقال ممثل باكستان باسم منظمة التعاون الإسلامي «نشيد بشجاعتكم في توثيق النوايا الحقيقية وراء العدوان الإسرائيلي المستمر والأعمال التي ترقى إلى مستوى الإبادة في غزة».
وشددت المندوبة المصرية على أن مجموعة الدول العربية شكرت للخبيرة تقريرها «الذي تؤكد فيه مجدداً أن قوة الاحتلال ارتكبت إبادة بحق الشعب الفلسطيني». وقال مندوب قطر باسم مجلس التعاون الخليجي «نقدر الجهود التي تبذلها المقررة الخاصة لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وندين أي محاولة لعرقلة عملها وندعوها إلى مواصلة مهمتها». وذكرت روسيا أنها «درست التقرير بعناية» ودعت المقررة إلى «مواصلة جهودها»، في حين أكد الاتحاد الأوروبي «أهمية إجراء تحقيق مناسب ومستقل في جميع الادعاءات».
كولومبيا تهدد
وحذر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من أن بلاده قد تقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل إذا لم تمتثل الأخيرة لقرار مجلس الأمن الملزم بوقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات.
وكتب بيترو عبر منصة «إكس» أمس: «إذا لم تمتثل إسرائيل لقرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة فوراً فسنقطع العلاقات الدبلوماسية معها». وفي تغريدة أخرى شبه بيترو غزة بمدينة هيروشيما التي ألقت عليها الولايات المتحدة قنبلة ذرية في 6 أغسطس إبان الحرب العالمية الثانية، كما نقلت قناة «روسيا اليوم».
وكتب: «عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على هيروشيما، مات أكثر من 77 ألف شخص. اليوم، في بلد أصغر بكثير من اليابان، في فلسطين، في مدينة أصغر من هيروشيما هي غزة، مات أكثر من 32 ألف شخص في القصف الإسرائيلي.. إنها القصة ذاتها».
محادثات الهدنة
في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي كبير أمس، إن إسرائيل استدعت مفاوضيها من الدوحة بعد أن اعتبرت أن محادثات الهدنة في غزة قد «وصلت إلى طريق مسدود» بسبب مطالب «حماس».
واتهم المسؤول المقرب من رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الذي يرأس المحادثات، زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، بتخريب الدبلوماسية «في إطار جهد أوسع لتأجيج هذه الحرب خلال شهر رمضان». وكانت قطر أكدت أن المحادثات بشأن الهدنة لا تزال مستمرة، رغم تبادل الاتهامات.
وخلال مؤتمر صحافي في الدوحة، قال ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية إنه لم يكن هناك «أي تطور من شأنه أن يؤدي إلى الاعتقاد بأن أحد الوفدين قد انسحب من المفاوضات». وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن قرار مجلس الأمن المطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة عزز حركة حماس ودفعها إلى رفض مقترح التسوية الأمريكي بشأن اتفاق جديد.
وأضاف كاتس إنه يشعر بخيبة أمل لأن الولايات المتحدة لم تستخدم حق النقض «الفيتو» ضد القرار. وقال كاتس إن إسرائيل ستواصل عمليتها العسكرية في غزة دون عائق، بما في ذلك الهجوم في مدينة رفح.