توسع حرب المستشفيات.. والأمم المتحدة تجدد مطالبتها بإدخال المساعدات

واشنطن تحذر إسرائيل من عواقب اجتياح رفح

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما لا تظهر الجهود الدبلوماسية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة أيّ تقدّم، تحذر واشنطن إسرائيل من «عواقب» أي اجتياح بري لرفح، ووسعت إسرائيل «حرب المستشفيات»، حيث أضافت إلى مستشفى الشفاء المحاصر في شمال غزة، مستشفيين جديدين في خان يونس، في حين يستمر القتال العنيف في مناطق متفرقة في القطاع الذي يعاني من مجاعة دفعت الأمم المتحدة لتكرار دعوتها لإسرائيل لتسهيل دخول المساعدات.

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إنه قد تكون هناك «تداعيات وعواقب» بالنسبة لإسرائيل إذا ما مضت قدماً في العملية البرية المتوقعة في رفح. وأضافت هاريس في مقابلة مع محطة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية بُثت أمس: «لقد كنا واضحين في محادثات متعددة وبكل الطرق، أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ فادحاً». وتابعت: «دعني أخبرك بشيء.. لقد درست الخرائط، ولا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص».

وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، إسرائيل على «إزالة ما تبقى من عقبات» أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة وعلى وقف إطلاق النار. وغداة زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة حيث دعا إلى وضع حدّ لـ«كابوس لا ينتهي» يعيشه الغزّيون، حثّ غوتيريش في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسرائيل على «إزالة ما يتبقى من عقبات» أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقال: «هذه المعاناة يجب أن تنتهي»، داعياً إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية».

ولقي 84 فلسطينياً حتفهم في الساعات الـ24 الأخيرة في القطاع، وفقاً لوزارة الصحة بغزة، خصوصاً في مدينة غزة شمالي القطاع، حيث يستمر حصار مستشفى الشفاء والقتال في محيطه، وفي مدينتي خان يونس ورفح الواقعتين في الجنوب.

حصار مستشفيين

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن القوات الإسرائيلية طوقت مستشفيين آخرين أمس في خان يونس، وتحاصر الطواقم الطبية فيهما تحت نيران كثيفة وأجبرت معظم المرضى والنازحين على إخلاء مستشفى الأمل بخان يونس.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات مدرعة إسرائيلية أغلقت مستشفى الأمل ونفذت عمليات تجريف واسعة في محيطه. وأضاف أن القوات الإسرائيلية طالبت بإجلاء الطاقم الطبي والمرضى والنازحين من مقر المستشفى.

وأوضح الهلال الأحمر، أنه أجلى جميع المرضى الذين يمكن نقلهم وكذلك النازحين الذين لاذوا بالمستشفى غرباً إلى المواصي.

وفي وقت سابق أمس، قال الهلال الأحمر إن نازحاً فلسطينياً لقي حتفه داخل مجمع المستشفى برصاصة إسرائيلية.

وقال سكان بخان يونس، إن القوات الإسرائيلية تقدمت أيضاً وطوقت مستشفى ناصر غربي المدينة تحت غطاء نيران كثيفة من الجو والبر.

وبشأن مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في شمال القطاع، قالت وزارة الصحة، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت عشرات المرضى والعاملين الطبيين في المجمع، وقتلت خمسة أطباء خلال اجتياحها للمجمع.

وفي رفح، وهي مدينة تقع في أقصى جنوب القطاع على الحدود المصرية وأصبحت الملاذ الأخير لنصف سكان غزة النازحين، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أدت إلى مقتل سبعة أشخاص.

جهود التهدئة

على صعيد المساعي الدبلوماسية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة السبت، بعد جولة محادثات جديدة استمرت بضعة أيام في قطر من أجل التوصّل إلى هدنة، وفقاً لمصدر مطّلع على المفاوضات.

وقال المصدر إنّهما سيقومان بـ «إطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة من المحادثات... التي ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى»، مشيراً إلى أنّ «الفرق التقنية ما زالت في الدوحة».

وفي اقتراح أرسلته حركة حماس إلى الوسطاء في منتصف مارس، أعلنت أنها مستعدة لهدنة مدّتها ستة أسابيع وإطلاق سراح محتجزين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. غير أنّ مسؤولاً في الحركة قال لـ«فرانس برس» إنّ المواقف «متباعدة جداً». وأوضح أنّ إسرائيل «ترفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، وترفض الانسحاب الكامل لقواتها من قطاع غزة... وتريد أن يبقى ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرتها الكاملة».

Email