كرّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، من مصر على الحدود مع قطاع غزة، دعوته لوقف إطلاق النار وإنهاء الكابوس الذي يعيشه سكان غزة جراء الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس، في حين تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.

وقال غوتيريش من رفح المصرية الحدودية مع غزة، إن الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوساً لا ينتهي في ظروف كارثية.

وأضاف: «لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».

وأضاف: «الآن، وأكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، موضحاً أنه أتى حاملاً أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث... هُدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل المجاعة التي تحيق بالسكان.

وقال غوتيريش: «بهدي من شهر رمضان، شهر الرحمة، حان الوقت للإفراج فوراً عن جميع الرهائن».

وأثارت هذه التصريحات غضب وزير خارجية إسرائيل، يسرائيل كاتس، الذي قال إنه «في ظل قيادة غوتيريش، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه».

من جهته، وصف الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر، ما يحدث في غزة بأنه أصبح حرباً على الأطفال.

مؤكداً أن القطاع لم يعد مكاناً مناسباً للأطفال في الوقت الراهن. ونقلت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية عن إلدر، الذي زار قطاع غزة مرتين منذ بدء الحرب، قوله، إن الأطفال هم أكثر المتضررين في غزة، واليونيسيف تصف ما يحدث هناك بأنه حرب على الأطفال أنفسهم.

قصف ونزوح

ميدانياً، حصد القصف المدفعي والغارات مزيداً من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع، حيث يواصل الجيش عملياته البرية والجوية، ما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى الجنوب، الذي لم يسلم من القصف. وأعلنت وزارة الصحة بغزة، مقتل 72 شخصاً وإصابة 114 بجروح خلال 24 ساعة.

وطال القصف عدة أنحاء في غزة، لاسيما شمال غرب المدينة، حيث قالت وزارة الصحة، إن 10 أشخاص قتلوا لدى استهداف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي، مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، حيث قال إنه قضى على أكثر من 170 مقاتلاً واستجوب أكثر من 800 مشتبه به، فيما تتحدث الفصائل الفلسطينية عن معارك ضارية.

وقالت حماس، إن الجيش الإسرائيلي يقصف ويحرق عدة مبانٍ في المجمع، ويحتجز نحو 240 مريضاً ومرافقيهم ويعتقل عشرات الكوادر الطبية.

واتهمت حماس، الجيش الإسرائيلي، بقتل 19 شخصاً وإصابة 23 مدنياً خلال انتظار المساعدات عند دوار الكويت جنوب شرق غزة، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه يتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية.

وقال شهود، إن الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 عاماً، ويطلب من النساء والأطفال النزوح إلى المواصي بخان يونس. وقال شهود آخرون، إن عشرات الدبابات توغلت أمس، في المواصي والمنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وتسببت نيرانها بسقوط قتلى وجرحى.