تصاعدت المطالب الدولية الداعية لإجراء تحقيق مستقل في مجزرة الجوعى، التي قتل فيها الجيش الإسرائيلي أكثر من 110 فلسطينيين خلال عملية توزيع مساعدات في «دوار النابلسي» في مدينة غزة، من أجل تحقيق العدالة.

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن سخط عميق إزاء هذه الأحداث ضد المدنيين الذين استهدفهم جنود إسرائيليون، مطالباً بـ«الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي».

وذكر وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، في حديث لإذاعة فرانس انتير الجمعة، إن باريس ستدعم إجراء تحقيق مستقل يسعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجرائه في «مجزرة المساعدات». وقال سيجورنيه للإذاعة «الوضع الإنساني كارثي منذ عدة أسابيع وما حدث لا يمكن تبريره أو الدفاع عنه. يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الإنصات لهذا وعليها أن تتوقف». وتابع «لقد ذهبنا خطوة أبعد، الناس يتقاتلون من أجل الغذاء وهناك أعمال شغب. سمعت طلب الأمين العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل وأعتقد أن فرنسا ستؤيد ذلك».

وقف إطلاق النار

وقالت الحكومة الألمانية الجمعة إنه يجب التحقيق في ملابسات مقتل سكان من غزة كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية، ودعت إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وكتبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، على وسائل التواصل الاجتماعي، «أراد الناس إمدادات الإغاثة لأنفسهم ولعائلاتهم وانتهى بهم الأمر قتلى». وأضافت «التقارير الواردة من غزة أصابتني بصدمة. يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يقدم شرحاً وافياً لما حدث من ذعر وإطلاق نار بشكل جماعي».

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، صدمته بعد التقارير الواردة عن مقتل الفلسطينيين خلال هرعهم للحصول على مساعدات، مندداً بواقعة «مروعة». وقال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، «لا نعرف تحديداً ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع».

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة تطالب بأجوبة من إسرائيل في شأن الحادثة. وقال «نتواصل مع الحكومة الإسرائيلية، واستنتجنا أن تحقيقاً جارياً في ما حدث»، مضيفاً «سنتابع التحقيق من كثب وسنمارس ضغوطاً للحصول على أجوبة».

وقالت الحكومة البرازيلية الجمعة، إن مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة يظهر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ليس لها حدود أخلاقية أو قانونية، مجددة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان «الإنسانية تخذل المدنيين في غزة. وحان الوقت لمنع المزيد من المذابح».

وندد منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ«المجزرة الجديدة»، واصفاً ما حصل بأنه «غير مقبول». وقال إن «حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكّل انتهاكاً خطراً للقانون الإنساني الدولي»، داعياً إلى «إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عراقيل».

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين الجمعة عبر منصة «إكس»، «يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق في ما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون إليها، ويجب ضمان وصولها إليهم».

غير مقبول

كما اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، في منشور عبر منصة «إكس»، أن «مقتل المدنيين المأساوي في غزة يدفع للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين».

ورأى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن «ما حدث في غزة غير مقبول... مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين خلال انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية»، مؤكداً أن هذه الحادثة «تؤكد ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار».

من جهتها نددت السلطات التركية بما وصفته «جريمة جديدة ضد الإنسانية»، معتبرةً أن هذه المأساة «مؤشر إلى أن إسرائيل تسعى عن قصد إلى تدمير الشعب الفلسطيني بكامله».

وأعلنت الصين الجمعة أنها تدين بشدة مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات في شمال قطاع غزة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، «تشعر الصين بالصدمة حيال هذه الحادثة وتدينها بشدة.. نعرب عن حزننا على الضحايا وتعاطفنا مع الجرحى». وقالت ماو إن «الصين تحضّ الأطراف المعنية، وخصوص إسرائيل، على وقف إطلاق النار ووضع حد للقتال فوراً وحماية سلامة المدنيين بشكل جدي وضمان إمكانية دخول المساعدات الإنسانية وتجنّب كارثة إنسانية أكثر خطورة».

وقالت الهند الجمعة، إنها أصيبت بصدمة بالغة جراء سقوط خسائر بشرية في شمال غزة الخميس حين قتل 112 شخصاً على الأقل كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات. وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن «مثل هذه الخسائر في صفوف المدنيين والوضع الإنساني الأوسع في غزة لا يزالان يشكلان مصدر قلق بالغاً».