في غزة.. المجاعة وجه آخر للحرب

طفل نازح ياكل ما تيسر له في رفح| رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

دفع الجوع مئات الفلسطينيين إلى الفرار، أمس، من شمال قطاع غزة، حيث يستمر الوضع الإنساني في التدهور مع واقع يقول: «إن حوالي 2,2 مليون شخص، هم الأغلبية العظمى من سكان القطاع، مهددون بخطر «مجاعة جماعية»، وفق الأمم المتحدة».

ودفع نقص الغذاء مئات الأشخاص إلى مغادرة شمال القطاع باتجاه الوسط. بين هؤلاء سمير عبدربه (27 عاماً)، الذي وصل من جباليا إلى النصيرات، نازحاً بسبب الجوع مع زوجته وطفلته، التي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام.

يقول «جئت مشياً على الأقدام من شمال غزة من عزبة عبد ربه. لا أستطيع أن أصف كمية المجاعة هناك. عندي بنت صغيرة عمرها عام ونصف العام، لا يوجد حليب. أحاول أن أطعمها الخبز، الذي أصنعه من بقايا العلف والذرة، لكنها لا تهضمه».

مجاعة جباليا

في جباليا (شمال)، أظهر مقاطع فيديو تدافع عشرات الأشخاص حاملين أواني فارغة للحصول على الطعام. ووسط حالة من الفوضى صرخ رجل يبدو أنه مسؤول عن توزيع حساءٍ قائلاً «خلص»، في دعوة لوقف التدافع، وصرخ أحد المحتشدين بالقول «ليرَ كل العالم أين وصلنا وما الذي يحل بنا».

ويزداد الغضب في المخيم، حيث شارك العشرات الجمعة في تحرك عفوي احتجاجاً على ظروف المعيشة. وحمل طفل لافتة كُتب عليها «لم نمت من الغارات الجوية، لكننا نموت من الجوع».

وقال أحمد عاطف صافي «نحن في حرب مجاعة».

بدورها، قالت إحدى ساكنات المخيم «لا يوجد طحين ولا زيت ولا ماء شرب. الموت أحسن وأشرف».

غض الطرف

وكتبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» على منصة «x»، «لم يعد بإمكاننا غض الطرف عن هذه المأساة».

وقالت وزارة الصحة في غزة: إن رضيعاً عمره شهران يدعى محمود فتوح توفي بسبب «سوء التغذية»، وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة «سايف ذا تشلدرن» الخيرية من أن «خطر المجاعة يُتوقع أن يتزايد طالما استمرت حكومة إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة» وكذلك الحصول على المياه والخدمات الصحية وغيرها.

من جهته، ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة بـ«الحصار المفروض على غزة» من جانب إسرائيل، وقال إن ذلك يمكن أن «يمثل استخداماً للمجاعة وسيلة في الحرب»، وهو ما يشكل «جريمة حرب».

ويخضع إدخال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي، عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال دونه مخاطر، بسبب الدمار والقتال وقصف إسرائيل لقوافل المساعدات.

Email