أكدت أنها تجاوزات تصل إلى حد جرائم حرب

الأمم المتحدة تدين «الانتهاكات المروعة» في السودان

ضحية سودانية في تشاد أدلت بشهادتها في التقرير الأممي | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان «الانتهاكات والتجاوزات المروّعة» التي ارتكبها الجيش، وقوات الدعم السريع، خلال الحرب في السودان.

وأفاد تقرير أصدره المكتب الأممي السامي، أمس، بأن طرفي الحرب في السودان ارتكبا انتهاكات، تصل إلى حد جرائم حرب، تشمل: هجمات عشوائية على مواقع مدنية، مثل: مستشفيات، وأسواق، وحتى مخيمات النازحين.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان مصاحب للتقرير: «منذ حوالي عام، تُسمع روايات قادمة من السودان، عن الموت، والمعاناة، واليأس، في ظل استمرار الصراع العبثي، وانتهاكات حقوق الإنسان دون نهاية في الأفق». وأضاف: «بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب.. يجب إسكات الأسلحة، وحماية المدنيين». ودعا تورك إلى إجراء «تحقيق سريع، وشامل، وفعّال، وشفّاف، ومستقل، ونزيه»، كما طالب بـ«إحالة المسؤولين على القضاء».

جاءت تصريحات تورك في أعقاب نشر تقرير للأمم المتحدة، أول من أمس، يوثق الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان المتحاربان.

وأظهر التقرير الأممي أن الجيش السوداني و«الدعم السريع»، «نفذوا هجمات عشوائية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بما في ذلك: مواقع تؤوي نازحين، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، وكذلك في كردفان، جنوباً، ودارفور، غرباً، بين أبريل وديسمبر الماضيين».

كذلك أكد التقرير أن «العديد من حالات الاغتصاب ارتكبت على يد قوات الدعم السريع»، التي يتهمها ناشطون، منذ أشهر، بـ«انتهاكات»، شملت: نساء وفتيات سودانيات.

في نوفمبر الماضي، حذّر نحو 12 خبيراً في الأمم المتحدة من انتشار «العنف الجنسي» على نطاق واسع، بدوافع عرقية في بعض الأحيان، بينما يستخدم «كأداة حرب» في السودان. فيما عدّد التقرير «118 حالة عنف جنسي»، من بين ضحاياها «19 طفلاً». ووفق التقرير الأممي، تظهر أدلة موثقة أن العديد من الطلاب الذين يتنقلون براً في ولاية شمال كردفان، ربما قطعت رؤوسهم على أيدي رجال يرتدون زي الجيش النظامي، بسبب دعمهم المفترض لقوات الدعم السريع، ربطاً بانتمائهم العرقي.

وبخلاف التقرير الذي يحقق في وقائع حتى ديسمبر الماضي، أفاد المكتب الأممي السامي، بأنه راجع مقطعاً مرئياً «موثوقاً»، يظهر جنوداً يرتدون زي الجيش، وهم يستعرضون رؤوساً منحورة، يعتقد أنها لأنصار قوات الدعم السريع، ويرددون إهانات عرقية.

وعلق الجيش السوداني بأن المقطع «صادم»، وأعلن أنه سيحقق في الأمر. بينما قال متحدث أممي، إن المكتب الأممي السامي، وتحت إشراف تورك، سيتابع مع السلطات السودانية التقدم المحرز في التحقيق، بحسب ما أوردت «رويترز».

جدير بالذكر أن التقرير الأممي يغطي الفترة من أبريل إلى ديسمبر الماضيين، ويستند إلى مقابلات مع أكثر من 300 ضحية وشاهد، بالإضافة إلى لقطات وصور من الأقمار الصناعية، مفيداً بأنه في بعض الأحيان أصبح أولئك الذين يفرون للنجاة بحياتهم أو النازحين، بسبب العنف، ضحايا لهجمات بمتفجرات.

Email