في اليوم الـ139 للحرب في غزة صعدت إسرائيل من هجماتها، حيث قصفت رفح في أعنف هجوم منذ بداية الحرب، ما أدى إلى مقتل العشرات، فيما قتل إسرائيلي وأصيب تسعة آخرون في هجوم بإطلاق نار على طريق سريع على مشارف القدس بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم.

ودمر أمس قصف إسرائيلي مسجداً ومنازل في واحدة من أسوأ الضربات على رفح حتى الآن، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي المدينة.

وسوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام، وتحطمت واجهات المباني المجاورة. وقالت السلطات إن الجيش الإسرائيلي قصف أربعة منازل جنوبي رفح وثلاثة في وسط المدينة.

ووصف السكان الضربات بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام والذي استعادت خلاله إسرائيل رهينتين وتسبب في مقتل عشرات المدنيين.

وقال سكان من المدينة، إنها واحدة من أسوأ الليالي التي تمر بهم حتى الآن، حيث قتل 97 شخصاً وأصيب 130 آخرون في الهجمات الإسرائيلية لكن معظم القتلى ما زالوا تحت الأنقاض أو في مناطق لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليها.

يأتي ذلك فيما قال نتانياهو في مقابلة هاتفية قصيرة مع موقع «بلومبيرغ»، إن الجيش الإسرائيلي يعد حالياً خطة لإجلاء سكان رفح، وسيقدمها في وقت قريب، مشدداً على أن «لدى إسرائيل هدف واحد بسيط في قطاع غزة، وهو القضاء على حركة حماس والإفراج عن رهائننا ولن نيأس حتى نحقق النصر الكامل».

وكثّفت إسرائيل غاراتها على رفح وخان يونس جنوبي غزة، بينما تكبّد الجيش الإسرائيلي أمس خسائر خلال معارك ضارية مستمرة في حي الزيتون بمدينة غزة، كما أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها قتلت جنوداً إسرائيليين في خان يونس.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة «بلومبيرغ»، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن مسؤولين إسرائيليين يقرون سرًا بأنهم لا يملكون استراتيجية محددة لكيفية نقل مليون و200 ألف مدني من رفح، أو المدة التي سيستغرقها ذلك، أو إلى المكان الذي سيذهبون إليه.‏

وأوضحت الوكالة أن مسؤولين غربيين يعتقدون أن إسرائيل ستنفذ عمليتها العسكرية في رفح مهما كلفها الأمر، غير أنهم يشعرون بالقلق بشأن الموعد النهائي للهجوم الذي تم تحديده في شهر رمضان، وبشأن الاستراتيجية الإنسانية الأوسع المتبعة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 29410 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال.

إلى ذلك، أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 11 آخرين في إطلاق نار بالقرب من مدينة القدس، وبحسب المعلومات نقل أحد المصابين في حالة خطيرة، بينما أصيب 4 آخرون بجروح متوسطة، وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إطلاق النار في المستوطنة الإسرائيلية عملية مخططة وليست ارتجالية، كما أفاد بأن معظم مناطق الضفة الغربية مغلقة وعمليات التمشيط الإسرائيلية مستمرة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الهجوم تم بالأسلحة النارية عند حاجز الزعيم شرقي مدينة القدس، في حين ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيلياً لقي حتفه. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن منفذي هجوم معاليه أدوميم المقتولين هما شقيقان من بيت لحم.

إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير أمس إن إسرائيل تسعى إلى تعيين فلسطينيين لا ينتمون إلى حركة «حماس» لإدارة الشؤون المدنية في مناطق بقطاع غزة يتم تحديدها لتكون أرض اختبار لإدارة القطاع بعد الحرب.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن «الجيوب الإنسانية» المزمعة ستطلق في المناطق التي تم طرد «حماس» منها في القطاع، لكن نجاحها في نهاية المطاف سيتوقف على تحقيق إسرائيل هدف تدمير «حماس». وقال المسؤول لـ«رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويته، «نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية، لكن من الواضح أن هذا سيستغرق وقتاً».

وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن حي الزيتون شمال مدينة غزة مرشح لتنفيذ الخطة، والتي بموجبها سيقوم التجار المحليون وقادة المجتمع المدني بتوزيع المساعدات الإنسانية.