وجّه رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس، الجيش، بالتخلي عن الدفاع، والانتقال إلى مرحلة الهجوم، والتقدم لطرد عناصر قوات الدعم السريع.

وأوصد البرهان الباب أمام أي تفاوض أو حلول خارج البلاد، وقال: «لن نرفض المفاوضات، لكن بشرط أن تكون داخل السودان».

ووجه البرهان، رسالة إلى السياسيين، الذين قال عنهم إنهم يسعون إلى جلب حلول خارجية، معتبراً أن كل الحلول التي جاءت من الخارج السوداني «لم تصمد طويلاً»، معلناً، أن السودان غير معني بالهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية «إيغاد»، أو أي حلول تأتي منها. وتابع: «هذه المنظمة أصبحت غير معنية بالشأن السوداني».

واشترط البرهان التفاوض بالداخل لمن أراد الحل، وقال من «أراد أن يلتقينا، يأتي إلى داخل السودان، ويطرح حلوله على السودانيين، الذين انتهكت حقوقهم، وشردوا من منازلهم».

وأكد أن «أي تفاوض لن يرضى عنه الشعب السوداني، ولا يكون قائماً على أسس قوية ومتينة تحفظ للشعب عزته وكرامته، لن نقبل به»، كما اشترط لقبول التفاوض خروج قوات الدعم السريع من المنازل والأعيان المدنية، وإرجاع المنهوبات. وتابع: «نحن مع التفاوض الذي يحفظ حقوق المواطنين».

وقال: «سنتحرك من كل الجهات: دارفور، ولايات الشرق، الوسط، والشمال، مستندين على عزيمة وإرادة الشعب السوداني، الذي اصطف حول قواته المسلحة».

وبيّن البرهان أن القوات المسلحة «لن تبدل مواقفها، ولن تتراجع، ولن تغفر لكل من انتهك عرض الشعب السوداني، وسرق ممتلكاته، وروّع أمن واستقرار البلاد».

في الأثناء، أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن الحرب في السودان أدت إلى نزوح «نحو ثمانية ملايين» شخص، وذلك خلال زيارة له إلى إثيوبيا، داعياً إلى تقديم مساعدة عاجلة لتلبية احتياجات النازحين.

وقال غراندي، في مؤتمر صحافي عقده في أديس أبابا، إن النزاع أدى إلى «تهجير نحو 8 ملايين شخص من ديارهم في السودان، نزح غالبيتهم داخلياً، وإلى الخارج أيضاً بشكل متزايد».

وأضاف أن «أكثر من 1.5 مليون لجأوا إلى الدول المجاورة: مصر، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا».

وانتقد المفوض الأممي كون «الأزمة في السودان، التي تسببت بمعاناة إنسانية هائلة، تواجه ضعفاً في التمويل»، لافتاً إلى أنه تم توفير «أقل من 40 % من الميزانية» المطلوبة العام الماضي.

وذكر غراندي «المانحين، خاصة الأوروبيين» بأن «اللاجئين الذين لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، والدواء، والمأوى، يواصلون طريقهم، ومن ثم تشتكي الدول الأوروبية من أن هؤلاء الأشخاص يعبرون البحر الأبيض المتوسط».