أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، أنه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر الأحد الماضي عن مقتل 3 جنود أمريكيين في قاعدة على الحدود الأردنية السورية.
ولم يتطرق بايدن للتفاصيل، لكنه جدد التأكيد أن الولايات المتحدة لا تريد اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.
ويجد الرئيس الأمريكي المرشح لولاية ثانية، نفسه الآن أمام خيار صعب ما بين الاستمرار في سياسة ردع، أو تسديد ضربة قوية بما تنطوي عليه من مخاطر تصعيد.
وتنقل وكالة فرانس برس عن غوردن غراي الأستاذ في جامعة جورج واشنطن قوله «هذا ما كان العديد منا يخشاه، وما كانت الإدارة تخشاه بالتأكيد: أن تقوم إيران بحسابات خاطئة».
وهذه أول مرة يُقتل فيها جنود أمريكيون في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر. وبعد الضربة في الأردن، رأى أليكس بليتساس من مركز «المجلس الأطلسي» للدراسات في العاصمة الأمريكية أن واشنطن أمام «تحدّ، هو أن تضمن بأن يكون الرد على قدر كاف من القوة لمنع أي هجمات جديدة على القوات الأمريكية، بدون أن يتسبب باندلاع حرب جديدة في المنطقة».
ونفت إيران أي ضلوع لها في الهجوم، وحذرت من تصعيد في المنطقة. لكن أليكس فاتانكا من معهد الشرق الأوسط في واشنطن قال «إننا أمام منعطف». وأضاف إن «الولايات المتحدة على غرار إيران، غير مهتمة بتصعيد إقليمي» لا تكون عواقبه محسوبة.
ويعتبر غوردون غراي أن الولايات المتحدة قد ترد بضرب «هدف عسكري أو هدف للحرس الثوري داخل إيران». وشدد على أن إدارة بايدن «حرصت على عدم إبداء رد فعل مسرف وتمرير رسالة بأن الهجمات لن تكون مقبولة».
لكنه تابع أن «القادة الإيرانيين لم يفهموا هذه الرسالة للأسف، وأعتقد أن هذا يزيد فرص حصول مواجهة عسكرية».
رد قلق
ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين إن رد الولايات المتحدة على الهجوم في الأردن، من المرجح أن يكون أقوى من الضربات الانتقامية الأمريكية السابقة في العراق وسوريا. ودعا العديد من المشرعين الجمهوريين الولايات المتحدة إلى «ضرب عمق إيران مباشرة لإرسال رسالة واضحة».
لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه إدارة بايدن الآن هو كيفية الرد على غارة الطائرات بدون طيار دون إثارة حرب إقليمية.
ويقول الجنرال المتقاعد مارك هيرتلنغ إن مقتل أفراد الجيش الأمريكي «تجاوز بالتأكيد الخط الأحمر للرئيس»، ويتوقع المسؤولون والمحللون رد فعل أكثر قوة لا يقتصر بالضرورة على دولة واحدة أو يوم واحد. لكن المسؤولين أشاروا إلى أنه من غير المرجح أن تضرب الولايات المتحدة داخل إيران.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الرد الأمريكي «يمكن أن يكون متعدد المستويات، ويأتي على مراحل ويستمر مع مرور الوقت».
خيارات الرد
ويمكن لإدارة بايدن أن تقرر مرة أخرى ضرب الجماعات المسلحة في العراق أو سوريا أو كلا البلدين، ويمكنها أيضاً استهداف قيادة الميليشيات الإقليمية. وأشار مسؤولون إلى أن الهجوم الإلكتروني خيار آخر.
ومع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون إن ضربة داخل إيران أحد الخيارات الأقل ترجيحاً في هذه المرحلة.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي: «نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران.. نحن لا نتطلع إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط».
ويقول مسؤولون أمريكيون إنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على أن إيران وجهت صراحة هجوم الأردن، أو قصدت أن يكون تصعيداً متعمداً ضد الولايات المتحدة، حسبما تنقل عنهم «سي إن إن».
وذكر مسؤول أمريكي: «لا أعتقد أن المقصود من هذا هو التصعيد». وأضاف: «إنه نفس النوع من الهجمات التي قاموا بها 163 مرة من قبل وفي المرة الـ164 كانوا محظوظين»، إذ إن هذا الهجوم أصاب بنجاح حاوية سكنية في القاعدة الأمريكية.
وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه إذا حاولت الولايات المتحدة وقف التصعيد من خلال ضربات انتقامية متناسبة ومحدودة، فقد يُنظر إلى ذلك على أنه ضعف بالنسبة لإيران ووكلائها.