أفادت المحكمة الجنائية الدولية، الجهة العدلية المختصة بمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وجرائم الاعتداء، بأن قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، المتقاتلة في السودان، ارتكبت جرائم حرب في إقليم دارفور غربي البلاد.

فيما أدانت الأمم المتحدة، أمس، أعمال العنف التي وقعت في إقليم أبيي المتنازع عليه بين السودان، وجنوب السودان، أوقعت عشرات القتلى.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن مكتب المحكمة الجنائية الدولية لديه «أسباب للاعتقاد» بأن كلاً من: القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، ارتكبت جرائم بموجب «قانون روما»، بما في ذلك الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، في إقليم دارفور.

جمع الأدلة

وأضاف خان إن مكتب المدعي العام للمحكمة يقوم «بجمع مجموعة كبيرة جداً من المواد، والمعلومات، والأدلة ذات الصلة بتلك الجرائم على وجه الخصوص»، منذ بدء التحقيق في يوليو الماضي.

وبين أن «الفظائع المزعومة التي وقعت في الجنينة تشكل خطاً محورياً للتحقيقات التي يجريها مكتبي في الوقت الراهن». وتابع: «نجمع قدراً مهماً للغاية من المواد والمعلومات والأدلة المتعلقة بهذه الجرائم بعينها».

وحث خان مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي على «معالجة الكارثة، وكذلك منع انتشار عدوى العنف على نطاق أوسع».

وشدد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على أن «ما يحدث في دارفور سيئ بما فيه الكفاية، لكن هناك خطر حقيقي من إمكانية اتساع العنف بطريقة عميقة».

جدير بالذكر أن خان فتح تحقيقاً في يوليو 2023 في تزايد عدد الأعمال العدائية في إقليم دارفور السوداني. كما زار خان، في وقت سابق، مخيمات في تشاد المجاورة، حيث يشعر اللاجئون من إقليم دارفور أن «العالم تجاهل معاناتهم».

في الغضون، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعمال العنف التي وقعت مطلع الأسبوع في منطقة أبيي الإدارية، المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، التي قتل فيها عشرات المدنيين، فضلاً عن اثنين من قوات حفظ السلام الأممية (يونيسفا).

إدانة أممية 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك: «يدين العنف والهجمات ضد قوة حفظ السلام، ويدعو حكومتي جنوب السودان، والسودان، إلى التحقيق السريع في الهجمات، بمساعدة قوة حفظ السلام (يونيسفا)، وتقديم الجناة إلى العدالة».

وأكد دوغاريك أن غوتيريش «يذكر جميع الأطراف بأن الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب»، وقال إن جوتيريش يتقدم بخالص التعازي لأسر جنديي حفظ السلام القتيلين من غانا، وباكستان، والمدنيين في أبيي، ولحكومتي وشعبي غانا وباكستان.

إلى ذلك، قتل 54 شخصاً، بينهم عنصران من قوات حفظ السلام الدولية (يونيسفا)، في هجمات ذات طابع إثني، في منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، داعية إلى الهدوء.

عشرات القتلى 

وذكرت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، في بيان، «بحسب السلطات المحلية، قتل 52 مدنياً، فيما أصيب 64 آخرون بجروح خطيرة وفق تقارير». ومنطقة أبيي غنية بالنفط وتقع على حدود البلدين.

وأكدت القوة الدولية أنها «تدين بشدة هذه الهجمات ضد المدنيين وعناصر حفظ السلام». وأضافت إن عناصرها تعرضوا لإطلاق نار «أثناء نقل مدنيين متضررين من قاعدة لقوة «يونيسفا» إلى مستشفى».

وفق البيان الأممي، قتل عنصر باكستاني فيما «أصيب 4 من الموظفين الرسميين، ومدني بجروح»، بينما قتل عنصر غاني، على ما أضافت «يونيسفا»، داعية إلى إجراء تحقيق في أعمال العنف.

وطبقاً لسلطات منطقة أبيي الإدارية الخاصة، نفذ شبان مسلحون، وميليشيا متمردة محلية، سلسلة «هجمات وحشية منسقة»، وقال الأمين العام لمنطقة أبيي الإدارية الخاصة، إن أعمال العنف مرتبطة بـ«النزاع، طويل الأمد، بين قبيلتي نغوك وتويك».

تأتي الهجمات الأخيرة عقب اشتباكات في نوفمبر الماضي، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، بينهم عنصر من القوة الدولية لحفظ السلام. فيما تضم البعثة الدولية المنتشرة في أبيي منذ 12 عاماً، 4000 عنصر من أفراد الشرطة والجيش.