لندن تنضم لواشنطن في انتقاد مواقف نتانياهو

تحرك أمريكي مصري قطري لوقف حرب غزة

فلسطينيون يسيرون في حي مدمر بمخيم المغازي وسط قطاع غزة| إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة من التفاعلات السياسية، بالتوازي مع إعادة تموضع وانتشار للقوات الإسرائيلية في العديد من مناطق غزة، والتي كانت انسحبت منها قبل أسابيع. وتترافق الإجراءات في القطاع، مع انتقادات داخلية وخارجية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، حتى من أقرب حلفائه، في حين بدأت واشنطن تحركاً دبلوماسياً في المنطقة، مع اقتراحات يؤمل أن تؤدي لوقف الحرب.

وتزداد الضغوط على نتانياهو، الذي يفقد كل يوم نصيباً كبيراً من الدعم الذي حظي به في بداية الحرب، حتى من قبل الولايات المتحدة، الحليف الأقوى والأقرب لإسرائيل، ثم بعدها بريطانيا، التي انضمت لتوجيه الانتقادات له، بعدما أثار رفض تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.

وقال السيناتور الأمريكي، بيرني ساندرز، إن نتانياهو أكد رفضه قيام دولة فلسطينية «وسيواصل حربه المدمرة ضد الفلسطينيين الأبرياء، ويمنع الإمدادات اللازمة للحيلولة دون حدوث مجاعة جماعية... الآن يجب علينا أن نوضح موقفنا».

وفي لندن، اعتبر وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أمس، أن تصريحات نتانياهو الرافضة لأي «سيادة فلسطينية» في مرحلة ما بعد حرب غزة «مخيّبة للأمل». وقال شابس لمحطّة «سكاي نيوز»، إنه «من المخيّب للأمل أن نسمع ذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي»، مؤكداً أنه بالنسبة إلى بريطانيا «لا خيار سوى» حلّ الدولتين، لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

تحرك أمريكي

في الأثناء، بدأ كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، جولة مكوكية، يزور خلالها مصر وقطر، لبحث التوصل لاتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الموقع الإلكتروني الإسرائيلي «واللا»، تأكيده أن بريت ماكجورك منسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، يقوم بجولة مكوكية في الشرق الأوسط، بهدف التوصل لاتفاق تبادل أسرى بين «حماس» وإسرائيل.

وفي السياق، أعلن يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلي، دعمه لأي صفقة تبادل أسرى، حتى لو كان ثمنها وقف الحرب على غزة، فيما قال جنرال إسرائيلي سابق، إن إسرائيل أمام خيارين، الأول يتمثل في عدم عودة المحتجزين إلى ذويهم، والثاني التخلي عن هدف سحق حماس.

إنهاء الحرب

ووفق «سكاي نيوز عربية»، تدفع الولايات المتحدة ومصر وقطر، الطرفين، إسرائيل وحماس، للانضمام إلى عملية دبلوماسية مرحلية، تبدأ بالإفراج عن الأسرى، وتؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب، كما قال دبلوماسيون مشاركون في الوساطة لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس.

وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحركة حماس، إنه لم يحدث تقدم حقيقي، لكن مطلعين على المحادثات، قالوا إن إسرائيل وحماس على الأقل مستعدتان لاستئناف المباحثات، بعد أسابيع من توقفها، في أعقاب انتهاء آخر وقف لإطلاق النار في 30 نوفمبر.

ومن المقرر أن تستمر المفاوضات في القاهرة في الأيام المقبلة، بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة.

ويمثل الاقتراح الجديد، الذي تدعمه واشنطن والقاهرة والدوحة، نهجاً جديداً لنزع فتيل الصراع، يهدف إلى جعل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، جزءاً من «صفقة شاملة»، يمكن أن تؤدي إلى إنهاء القتال.
ووفقاً لـ «وول ستريت جورنال»، قال مسؤولون مصريون، إنه في حين يتخذ القادة الإسرائيليون موقفاً متشدداً علناً، هناك انقسامات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث يدعو البعض إلى إعطاء الأولوية للمحتجزين.

إفراغ غزة

من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه ينظر بخطورة بالغة لانتقال إسرائيل إلى «مرحلة إفراغ مدينة غزة من سكانها عنوة، وبقوة السلاح، في إطار جريمة التهجير القسري والإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي».

وأشار المرصد إلى أنه تلقى إفادات توثق إجبار الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية مكونة من عشرات الأفراد، غالبيتهم من النساء والأطفال، على النزوح القسري إلى وسط وجنوب قطاع غزة، بعد اقتحام منازلهم، ومراكز إيواء لجأوا إليها، يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وذكر المرصد أن عمليات التهجير عنوة، جرت بعد إعادة قوات الجيش الإسرائيلي معززة بآليات عسكرية، مداهمة مناطق واسعة في مدينة غزة، لا سيما أحياء تل الهوى ودوار أنصار والشيخ عجلين، وإجبار من تبقى من عائلات فيها على النزوح قسرياً.

وقال إن إحصاءاته الأولية تفيد بنزوح مليون و995 ألف فلسطيني من مناطق سكنهم.

Email