الاقتتال بالسودان يدخل في أزمة جديدة

البرهان يطلب «استبدال» بيرتيس وغوتيريش يجدد الثقة بالمبعوث الأممي

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس، استبدال مبعوث الأمم المتحدة الخاص، فولكر بيرتيس، بعدما اتهمه البرهان بالمساهمة في الوصول إلى النزاع الدامي في البلاد بسبب ما وصفه البرهان بسلوك بيرتيس «المنحاز». فيما جددت المنظمة الأممية ثقتها في المبعوث الخاص لدى السودان.

وتفصيلاً، بعث قائد الجيش السوداني، البرهان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا فيها إلى «ترشيح بديل» عن المبعوث الأممي الحالي بيرتيس، الذي اتهمه البرهان خلالها بارتكاب «تزوير وتضليل»، أثناء قيادته عملية سياسية تحولت حرباً مدمرة.

وقال البرهان، بحسب نص الرسالة، التي نشرت في الخرطوم، إن المبعوث الأممي الخاص (بيرتيس)، مارس في تقاريره «تضليلاً وتدليساً، بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري». وأضاف البرهان أنه «أصرّ على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمنية، رغم ما اعترى الاتفاق من ضعف وثغرات»، الأمر الذي أفضى إلى «ما حدث من تمرّد ومواجهات عسكرية».

واعتبر البرهان أن خصمه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ما كان أقدم على ما أقدم عليه «لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى»، بينها المبعوث الأممي. وبعد ورود تقارير عن رسالة البرهان، قال نائب رئيس المجلس السيادي، مالك عقار، في بيان، إنه تحدث إلى بيرتيس حول «كيفية العمل على حل الأزمة وإنهاء الاقتتال».

ثقة كاملة

من ناحيته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، دعمه لمبعوثه إلى السودان، وأضاف أنه «فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتيس، ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص»، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك.

وامتنع بيرتيس عن التعليق على الرسالة، إلا أنه كان قد عبّر مراراً عن «تفاؤله» بالوصول إلى اتفاق. وقال إنه «فوجئ» بالحرب. وفي العام الماضي، اتهم البرهان بيرتس بـ «تجاوز تفويض بعثة الأمم المتحدة، والتدخل السافر في الشؤون السودانية»، وهدد بطرده من البلاد.

وفي إحاطته إلى مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، في وقت سابق من الأسبوع، ألقى بيرتس باللوم على قادة الجيش وقوات الدعم السريع في الحرب، قائلاً إنهم اختاروا «تسوية نزاعهم، الذي لم يتم حله، في ساحة المعركة، بدلاً من الجلوس إلى الطاولة».

يشار إلى أنه لم تصدر السلطات السودانية، تأشيرات للأجانب منذ بدء الحرب، و«قد لا يُسمح لبيرتيس بالعودة إلى السودان، وهو أمر كان يعرفه بالتأكيد عندما غادر»، وفق المحلل السوداني، خلود خير، من مركز «كونفلوانس أدفايزوري»، ومقره الخرطوم. وأضافت خير عبر «تويتر»: «سيكون إصدار تأشيرته بمثابة اختبار حقيقي لقياس عودة الإسلاميين».

تعزيز الصفوف

في الأثناء، يسعى الجيش السوداني في الوقت الحالي، إلى تعزيز صفوفه، حيث دعت وزارة الدفاع «المتقاعدين من الجيش»، و«كل القادرين على حمل السلاح»، للتوجه إلى وحدات القيادة «لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم»، لكنها تراجعت لاحقاً، وأصدرت بياناً حصرت فيه الدعوة بجنود الاحتياط والمتقاعدين من الجيش.

Email