بعد غياب 12 سنة.. سوريا تعود للجامعة العربية

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي، وذلك إثر قرار اتخذته الجامعة العربية بالإجماع، أمس، يقضي باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة، بعد غياب دام 12 سنة.

وترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات إلى الاجتماعات غير العادية للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة، أمس، والتي تضمنت اجتماعاً بخصوص سوريا، فيما بحث الاجتماع الثاني تطورات الأوضاع في السودان، ونظر الاجتماع الثالث في تطورات القضية الفلسطينية.

وقال معالي الدكتور قرقاش عبر «تويتر» إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي، مضيفاً إن التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها، مشدداً على أن الإمارات مؤمنة بضرورة بناء الجسور وتعظيم المشتركات بما يضمن الازدهار والاستقرار الاقليمي.

ورحب المجلس العالمي للتسامح والسلام بقرار عودة سوريا لأشقائها. وقال المجلس في بيان إن القرار يعكس حرص الدول العربية على أمن واستقرار سوريا وعروبتها وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، والذي يمثل أيضاً خطوة مهمة لتحقيق آمال الشعب السوري وتطلعاته.

وأشاد المجلس بالجهود العربية المبذولة خلال الفترة الماضية من أجل التوصل لحل شامل للأزمة السورية ومعالجة تبعاتها الإنسانية، معرباً عن ثقته في أن آليات تنفيذ هذا القرار سيكون لها بالغ الأثر في التوصل لتسوية شاملة للأزمة السورية بكل تبعاتها في المستقبل القريب.

 

مشاركة الأسد

وبات بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد، المشاركة في القمة العربية هذا الشهر «إذا ما رغب»، بعدما استعادت سوريا ابتداء من أمس عضويتها الكاملة في الجامعة العربية، والحق في شغل أي مقعد تشارك فيه، اعتباراً من اليوم، وفقاً لما قاله الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أمس، بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، إن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر الجامعة بالقاهرة.

وقرر مجلس الجامعة، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة، بعد 12 سنة على تعليق أنشطة دمشق. وأعلن المجلس، إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية «استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتباراً من 7 مايو 2023».

 

قبل القمة

ويأتي القرار قبل عشرة أيام من القمة العربية المزمع عقدها في السعودية 19 مايو. وأكد المجلس في بيانه «الحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل» الأزمة السورية وانعكاساتها، وضمنها أزمات اللجوء و«الإرهاب».

وشدد البيان على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية «لكل محتاجيها في سوريا»، كما قرر الوزراء تشكيل لجنة وزارية تعمل على مواصلة «الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها». وذكر القرار أن الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، والأمين العام للجامعة العربية، سيشكلون لجنة اتصال وزارية مع الحكومة السورية، لإيجاد حل للأزمة «وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة».

وقرر المجلس تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، واستقرارها وسلامتها الإقليمية.

 

دمشق ترحب

وردت دمشق بتأكيدها أهمية التعاون العربي. وأكدت وزارة الخارجية السورية، أهمية التعاون المشترك والحوار بين الدول العربية. وقالت الوزارة إن سوريا تابعت «التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية (...)، وفي هذا الإطار، تلقت سوريا باهتمام» قرار الجامعة.

وأضافت «تجدد سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك»، معتبرة أن المرحلة المقبلة «تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً (...)، يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة للأمة العربية».

الأكثر مشاركة