العملية التركية شمال سوريا بين مخاوف «قسد» وتطمينات واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم التطمينات الأمريكية لحليفها قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، بألا تقوم تركيا بعملية عسكرية برية بعد ضربات جوية استهدفت مواقع اقتصادية وأخرى عسكرية، لا تزال الشكوك تحوم في شمال شرق سوريا بعدم جدية الموقف الأمريكي.

لاسيما بعد تصريحات المنسق في الأمن القومي، جون كيربي، الذي أقر بحق تركيا بحماية أمنها في الجنوب، ما يراه البعض موافقة أمريكية على عملية تركية محدودة في مناطق «قسد»، وتوسيع المنطقة الآمنة التي تتحدث عنها أنقرة إلى أكثر من 30 كيلومتراً في أراضي سوريا.

وعبر قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن المخاوف من هجوم بري تركي، رغم التأكيدات الأمريكية، مطالباً برسالة أقوى من واشنطن، بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود مع سوريا.

وأشار إلى أن هناك تعزيزات تركية جديدة على الحدود، لافتاً إلى أنه تلقى تأكيدات «واضحة» من كل من واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان العملية التركية لكنه أوضح أنه يريد شيئاً ملموساً أكثر لإيقاف أنقرة.

وفيما يتعلق بمهمة ملاحقة تنظيم داعش، لم يخف عبدي مخاوفه في توسع نشاط التنظيم حال قررت تركيا شن عملية برية، مشيراً إلى أن قواته لن تتمكن من القتال ضد القوات التركية وفي الوقت ذاته تحمي سجون تنظيم داعش. وحاولت واشنطن طمأنة مخاوف حلفائها، عبر تصريحات مسؤول بوزارة الدفاع «البنتاغون»، أكّد فيها أنّ القوات الأمريكية ستواصل تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية.

واعتبر المصدر، أن توجيه البيت الأبيض بمواصلة تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، عمل داعم للاستقرار في سوريا بمواجهة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية.

موقف أممي

إلى ذلك، دخلت الأمم المتحدة على خط التصعيد العسكري شمال شرق سوريا، إذ قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، إن الديناميكيات المؤدية إلى تصاعد العنف في سوريا مازالت موجودة بالفعل ومستمرة، وهو أمر خطير يدعو للقلق، داعياً تركيا والأطراف المسلحة في سوريا لوقف التصعيد. وقال بيدرسن خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي، إن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس دعا الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد.

وما يزال المشهد غامض في شمال شرق سوريا، فيما تسعى الدول الإقليمية إلى مقاربة مع تركيا تقوم على تقديم ضمانات أمنية، مقابل أن تكون الحكومة السورية جزءاً من هذه الضمانات، وهو ما تسعى إليه روسيا التي تحاول تقريب وجهات النظر بين دمشق وأنقرة.

Email