لبنان.. رسالة دعم أمريكية لمشهد مأزوم

من تظاهرات اللبنانيين احتجاجاً على المصاعب المعيشية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

على عتبة الشهر الثاني من الفراغ في الرئاسة اللبنانية، يبدو أن الأسبوع الطالع سيشكل الحدود الفاصلة بين استمرار جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بالوتيرة الشكلية الروتينية إياها التي طبعت الجلسات السبع السابقة لمجلس النواب، أو التوقف عن الدعوات التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسات الخميس بلا طائل لتمرير شهر ديسمبر المقبل، على أمل أن تنشأ تطورات من شأنها أن تبدل الأمور.

ووسط هذه الأجواء، انشغل الداخل اللبناني بمضامين الزيارة المفاجئة والخاطفة التي قام بها وفد من الكونغرس الأمريكي، برئاسة النائب مارك تاكاتو، وعضوية النائبين كولن الريد وكاتي بورتر، إلى بيروت الأحد، حيث التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين، في خطوة شكلت، وفق تأكيد مصادر مطلعة لـ«البيان»، مؤشراً إلى بدء تبلور توجه أمريكي حيال الأزمة السياسية في لبنان، لا سيما في ما يتعلق بالمخاوف من إطالة أمد الفراغ الرئاسي، ما سيؤدي إلى مزيد من الانهيارات الاقتصادية والمالية والفوضى.

ووفق المصادر نفسها، فإن مهمة وفد الكونغرس، بقدر ما هي استطلاعية، حملت رسائل ستتضح خلال الساعات المقبلة، وذلك في إطار تأكيد الدعم الأمريكي للبنان.

تدخلات إقليمية

وأتت زيارة الوفد الأمريكي لبيروت في خضم الأجواء الملبدة سياسياً، التي ازدادت تشاؤماً في ظل تدخلات إقليمية في الساحة اللبنانية، خلال الساعات الأخيرة، الأمر الذي اعتبرته مصادر سياسية لبنانية في أحاديث لـ«البيان»، تطوراً حسياً ملموساً وإثباتاً إضافياً على الاستباحة الإقليمية للاستحقاقات اللبنانية، والتعقيد الإضافي للمسار المأزوم. وأكدت المصادر رفضها تحويل لبنان ورقة ضغط ومقايضة.

وكان الوفد الأمريكي التقى رئيسَي مجلس النواب والحكومة، إضافة إلى وزير الخارجية، حيث جرى التشديد على ضرورة انتخاب رئيس، ودعوة للنواب إلى إنجاز الاستحقاق في أسرع وقت ممكن.

وثمة مراهنة في لبنان على قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يُتوقع أن يكون الوضع اللبناني على جدول أعمالها، ويعلق لبنانيون آمالاً أن تشكل هذه القمة بداية الخروج من نفق الفراغ الرئاسي، فيما يرى آخرون أنها قد تكتفي ببيان إنشائي لا يقدم ولا يؤخر. وفي الانتظار، لم تسجل الساعات الماضية أي تطورات أو تحركات داخلية بارزة ذات صلة بمسار الأزمة الرئاسية، التي تتسع الانطباعات والمخاوف حيال تمددها إلى أمد طويل غير منظور.

Email