العملية التركية شمال سوريا رهن «الوساطة الروسية»

انتشار لدبابات تركية على الحدود السورية| رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن تنفيذ تركيا تهديداتها بشن عملية برية داخل سوريا من عدمه رهن بجهود، تقوم بها موسكو ومبادرة «بدائل» قد تثني أنقرة عن التوغل برياً لإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود بعمق 30 كيلومتراً كـ«منطقة آمنة» تحدثت عنها في السابق كثيراً.

وقالت مصادر تركية، إن الجانب الروسي يقوم بجهود لتلبية مطالب تركيا شمالي سوريا بديلاً عن العملية البرية، مضيفة أن أنقرة اشترطت انسحاب قوات سوريا الديمقراطية لمسافة 30 كيلو متراً بعيداً عن الحدود مع تركيا، وعودة والجيش السوري إلى الحدود، وفقاً لموقع «سكاي نيوز عربية».

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أرام حنا، إن «قسد» تجري لقاءات مع الجانب الروسي ضمن مساعي خفض التصعيد والحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع أي تدخل عسكري تركي في شمالي سوريا.

ونفى حنا أن تكون «قسد» قبلت بشروط وضعتها أنقرة، وتتضمن انسحاب «قسد» لمسافة ثلاثين كيلو متراً بعيداً عن الحدود مع تركيا، تسليم قياديين من حزب العمال الكردستاني في سوريا، ونشر نقاط للجيش التركي وكاميرات مراقبة على طول الحدود السورية التركية، أو تسليم كامل المنطقة للجيش السوري.

ونقلت وسائل إعلام كردية عن الناطق باسم «قسد» قوله إنهم يرفضون مطالب وشروط تركيا خلال الاجتماعات التي عقدوها مع الجانب الروسي. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية، أن «قسد» طلبت من ممثلين روس المساعدة في عقد اتفاق مع دمشق لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها شمالي شرقي البلاد.

رفض أمريكي

في غضون ذلك، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن من حق تركيا دفع الإرهاب عن نفسها، غير أنه أشار إلى معارضة بلاده أي تحرك قد يؤثر على مواصلة الحرب ضد تنظيم داعش، أو يوقع ضحايا بين المدنيين.

وقال قائد «قسد»، مظلوم عبدي، أمس، إنه لا يزال يخشى هجوماً برياً تركيا رغم التأكيدات الأمريكية، مطالباً برسالة «أقوى» من واشنطن بعد رصد تعزيزات تركية «غير مسبوقة على الحدود»، كما قال. وفي مقابلة هاتفية مع وكالة رويترز قال عبدي: «هناك تعزيزات على الحدود وداخل سوريا في مناطق تسيطر عليه الفصائل المتحالفة مع تركيا».

عملية وشيكة

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أمس، إن العملية العسكرية البرية في الشمال السوري قد تبدأ في أي وقت، وذلك يعتمد على تقييم المراجع المعنية في تركيا، وأكد أن تركيا لم تستهدف حتى الآن أي جنود تابعين للولايات المتحدة أو روسيا، وهذا ليس ضمن أهدافها، وهدفها الوحيد هو وحدات حماية الشعب الكردية.

ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن قالن، قوله إن العملية العسكرية في شمال سوريا قد تنطلق في أي وقت، وأضاف أنه «يمكن تنفيذ العملية العسكرية بعدة طرق، وأنقرة هي من سيحدد موعدها وطريقة تنفيذها».

وشدد على أن تركيا لا تأخذ إذناً من أي جهة لمعالجة مخاوفها الأمنية، ولا تخضع للمساءلة من أي كان. ووفق مسؤول كبير فإن القوات المسلحة التركية بحاجة إلى بضعة أيام فقط لتصبح جاهزة بشكل كامل تقريباً، حيث إن العملية لن تستغرق وقتاً طويلاً حتى تبدأ. ونقلت «رويترز» عن مسؤول تركي آخر قوله قبل الاجتماع: «كل الاستعدادات كاملة، الآن ينتظر الأمر القرار السياسي».

Email