التغيرات المناخية تهدد متنفس الفلسطينيين الوحيد في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظل الفلسطينيون في قطاع غزة يتندرون حتى قبل عقود، بأن شاطئ بحر غزة، وهو متنفسهم الوحيد، يصل في أفضل حالات هيجانه إلى نحو 50 متراً، ويستقطب السكان موفراً لهم مكاناً ترفيهياً مميزاً، إذ يمنحهم فرص الاستجمام وقضاء الإجازات الصيفية، والاستمتاع بأوقاتهم.

غير أن هذا الشاطئ بدأ بالتآكل بشكل تدريجي، تارة بفعل العوامل المناخية، وأخرى نتيجة للأنشطة البشرية كإنشاء الموانئ البحرية وغيرها، فباتت أمواج البحر تطال الأرصفة المحاذية، وتهدد المباني القريبة، بعد أن اختفت الرمال من محيطه، الأمر الذي ينظر إليه الغزيون بعين القلق، بعد تعمق عوامل التعرية وتآكل مساحته.

ومع استمرار تضاؤل الشاطئ، تنتاب سكان القطاع مخاوف من غياب هذا المتنفس، خصوصاً في ظل صعوبة توفير المعدات اللازمة لمعالجة هذه المعضلة، نتيجة للحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على 15 عاماً، الأمر الذي يهدد وجود هذه المنطقة المهمة بالنسبة للسواد الأعظم من الغزيين، الذين يعتاش غالبيتهم من مشاريع صغيرة يقيمونها على شاطئ البحر.

ووفقاً لمدير عام حماية البيئة في سلطة المياه وجودة البيئة بهاء الدين الآغا، فإن التغيرات المناخية وما ينتج عنها من سيول وانهيارات في الجرف الساحلي، علاوة على الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر، وإنشاء ثلاثة موانئ في بحر غزة، كل هذا فاقم تآكل الشاطئ، لافتاً إلى أن انجرافات حادة ابتلعت آلاف الأمتار المكعبة من الرمال، ما يفقد الشاطئ مساحات واسعة بشكل سنوي، منوهاً إلى أن تآكل الشاطئ يجري بوتيرة مرتفعة وبصورة متسارعة، وهذا مكمن الخطر.

وحسب يحيى السراج، رئيس اتحاد بلديات غزة، يهدد تآكل الشاطئ في بحر غزة العديد من المباني والفنادق والاستراحات والمنتجعات، وتحتاج معالجة هذه الظاهرة إلى أموال طائلة، وتدخل هندسي مدعم بخبراء في هذا المجال، وجلب القلاع الصخرية الكبيرة، لردم الحفر، وكسر الأمواج والحد من تأثيرها.

وأخيراً، رصد مواطنون على امتداد الشاطئ في غزة، تآكلاً غير مسبوق مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة، وأصبح بإمكان الزائرين مراقبة زحف الأمواج بصورة واضحة، واقترابها أكثر من الكورنيش، الأمر الذي يتهدد أصحاب الاستراحات بخسائر فادحة.

وتنذر دراسة لمختصين في البيئة بأن تتزايد ظاهرة الانجراف والتآكل لشاطئ البحر عاماً بعد آخر، موضحة أن معالجة هذه الظاهرة المقلقة، قد يحتاج لعدة سنوات ومبالغ طائلة، إذ يحتاج إنشاء ألسنة بحرية لكسر الأمواج ومنع انجراف الرمال، إلى عشرات الملايين من الدولارات، الأمر الذي يصعب توفيره دون دعم استراتيجي.

Email