استطلاع «البيان »

تكليف ميقاتي لن يحل أزمة لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع إكمال لبنان الاستحقاق النيابي واستعداده لآخر رئاسي، تتباين الآراء بشأن تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، بين من يرى أنّ البلاد في طريقه لتكرار سيناريوهات سابقة وإمساك الفراغ الحكومي بتلابيب المشهد حتى إشعار آخر لن يكون قريباً، ومتفائلين يشيرون إلى أنّ الأقرب إلى أرض الواقع توافقاً سياسياً بين القوى السياسية.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على «تويتر»، أنّ تكليف ميقاتي، تشكيل الحكومة اللبنانية، لا يمثّل سوى فصل آخر من فصول الأزمة، ففيما ذهب 67 % من المستطلعين عبر الموقع إلى تبنّي هذا الرأي، أشار 33 % من المستطلعين إلى أنّ التكليف سيفرز توافقاً سريعاً بين مختلف القوى السياسية. وفي تصويت مماثل، قال 74.4 % من المستطلعين عبر «تويتر»، إنّ تكليف ميقاتي لن يخرج البلاد من أزمتها المزمنة، بينما أشار 25.6 % إلى أنّ المشهد اللبناني في طريقه إلى التوافق السياسي بين مختلف القوى.

تجاوز خلافات
ورجّح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، د. غازي الربابعة، أن تدفع الظروف الراهنة على المستويين الداخلي والخارجي باتجاه نجاح رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة للمرة الرابعة، مشيراً إلى أنّ الواقع الاقتصادي في لبنان قاتم، ما يحتّم على القوى السياسية اللبنانية تجاوز الخلافات ووضع خطة والسير على هداها لحل الأزمات المتشابكة التي تعانيها البلاد. وشدّد الربابعة، على أهمية بدء ميقاتي استشاراته النيابية لتشكيل الحكومة، تمهيداً لبدء محادثات صعبة مع الأحزاب والشخصيات السياسية، لافتاً إلى أنّ تشكيل الحكومات في لبنان غالباً ما يستغرق وقتاً طويلاً بسبب الانقسامات.

مهمة صعبة
بدوره، أشار الكاتب الصحافي، كمال زكارنة، إلى أنّ مهمة نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة صعبة وممكنة في الوقت ذاته، مبيناً أنّ لبنان لا يملك ترف الوقت في ملف تشكيل الحكومة. وأوضح زكارنة، أنّ التوصّل إلى توافقات بين القوى السياسية من شأنها إخراج لبنان من عنق الزجاجة، مضيفاً: «كما هو معروف فإن ميقاتي من الشخصيات التوافقية التي يتم طرحها دوماً في الأزمات، وهو يملك من الخبرة السياسية والاقتصادية التي تؤهله لتحدي الانقسامات، فضلاً عن امتلاكه أوراقاً إقليمية ودولية».

وأوضح زكارنة أنّ التخوّف الوحيد يتمثّل في تشبّث القوى السياسية بذات النهج القديم النابع من التأثيرات التي تستهدف إرباك المشهد وتعقيد تشكيل الحكومة، مردفاً: «لبنان على موعد مع انتخابات رئاسية وشيكة ومحطات مفصلية وحسّاسة، ميقاتي لا يملك عصا سحرية بل يحتاج تضامن القوى الوطنية معه حتى يخرج بتوليفة مناسبة تتصدى للتحديات».

وأضاف أنّ ملفات معقدة تنتظر على طاولة الحكومة تحتاج التعامل العاجل معها، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعانيها البلاد، فضلاً عن أزمات الدواء والكهرباء والغذاء والمحروقات وغيرها، مشيراً إلى أنّ المبشّر في الأمر توصّل ميقاتي إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي وخطة للمساعدة بما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار على مدى أربع سنوات، إلا أنّ الأمر يبقى رهن تنفيذ الإصلاحات المسبقة، على حد قوله.

Email