تقارير "البيان"

هل ينسجم الحراك الأمريكي مع تطلعات الفلسطينيين؟

وفد أمريكي خلال اجتماع مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو زيارات المسؤولين الأمريكيين مؤخراً إلى الأرضي الفلسطينية وإسرائيل، أقرب إلى كونها مقاربة باتجاه تحريك الملف الفلسطيني، لا سيّما لجهة تحسين شروط الحياة المعيشية، وتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين وإسرائيل، تمهيداً لاستئناف المفاوضات بينهما. وفيما يوصف الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حيال إطلاق مسار سياسي قريب بأنه خلاف داخل العائلة، فإنه بين الفلسطينيين وأمريكا لا يخرج عن انتظار الفلسطينيين بأن تنفذ إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعهداتها بفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات المبرمة معها.

ووفق مراقبين، فإن مثل هذه الزيارات يجب أن يتبعها خطوات عملية على الأرض، كي لا تبدو وكأنها ذر للرماد في العيون، خصوصاً وأن الإدارة الأمريكية لا تمل من التأكيد على تمسكها بحل الدولتين الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية، فضلاً عن أنّ جهودها تنصب في هذه المرحلة على تعزيز بناء الثقة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، وتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني، نظراً لأهمية هذه الخطوات في تعبيد الطريق أمام عودة المفاوضات.

وفيما جدّد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تيد برايس، التأكيد على أن الفلسطينيين يستحقون العيش بأمن وسلام، والتمتع بقدر متساوٍ من الحرية والازدهار مع الإسرائيليين، يرى مراقبون، بأنّ هذه التصريحات الأمريكية إيجابية لكنها تحتاج لترجمة حقيقية على أرض الواقع.

ووفق مسؤولين في الفريق الأمريكي، فإن تقديم المساعدات للفلسطينيين ودفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني، سيتم وفق القوانين الأمريكية، فيما سيحتاج إحياء المفاوضات وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، إلى مزيد من الوقت بسبب الظروف والمتغيرات الراهنة.

إلى ذلك، كشف مسؤولون فلسطينيون، عن أنّ لقاء وفد من الكونغرس الأمريكي مع رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية في رام الله، كان إيجابياً، وحمل رسائل واضحة، بأن الفراغ السياسي قد ينتج عنه انفجار ميداني، لا يرغب به الفلسطينيون ولا الإسرائيليون على حد سواء. وأوضح المسؤولون، أنّ الوفد الأمريكي، تابع عن كثب ما يعانيه الفلسطينيون من ظروف صعبة واستمعوا لمطالبهم، فيما يبقى السؤال الذي يدور في أذهان الفلسطينيين، فهل تجري الرياح الأمريكية بما يتوافق مع الحد الأدنى من تطلعاتهم؟

Email