فلسطين.. الصقيع غادر والمزارعون يعانون

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع ابتهاجهم برحمة السماء، إلا أن المنخفضات الجوية الباردة، والتي يعقبها الانجماد والصقيع، تشكّل تحدياً كبيراً للفلاحين الفلسطينيين، بل وأحياناً تضاعف معاناتهم وهمومهم الكبيرة أصلاً. ومن الواضح أن تأثير المتغيّرات المناخية العالمية، أحدث ظروفاً جويّة غير معتادة، أكان على مستوى موجات الجفاف المتواصلة والطويلة في الصيف، أو هبوب الرياح العاتية وموجات الصقيع المتعاقبة في الشتاء، ناهيك عن التمدد العمراني على حساب المساحات الخضراء، وارتفاع كلف الإنتاج الزراعي والحيواني عالمياً، نتيجة لتغيرات العملة، وانحسار السوق، وكل هذه المتغيرات بمجملها، تشكّل تحديات كبيرة أمام المزارعين الفلسطينيين، الذين لا عون لهم إلا صبرهم وتحملهم، وكسب قوتهم من عرق جبينهم.

ومع انحسار المنخفض القطبي الأخير، الذي ضرب الأراضي الفلسطينية والمنطقة، وما رافقه من هطولات وتراكمات ثلجية، أخذ المزارعون يتفقدون الآثار المدمرة لموجة الصقيع، الذي كان من الشدة بمكان، بحيث أتلف مساحات واسعة من مزروعاتهم، لا سيما في مناطق الأغوار، التي تعدّ سلة فلسطين الغذائية.

قلق الأسعار

وبينما كان المزارعون ينتظرون ما تجود به الأرض من محاصيل شتوية، قضى الصقيع على آمالهم، فحتى المزروعات المغطاة بالبلاستيك، لم تسلم. وما زاد الطين بلّة، أن دمار المزروعات في الأغوار، انعكس على السوق الفلسطيني برمته، فهذه المنطقة، تشكل المصدر الأكبر للمنتجات الزراعية في الأراضي الفلسطينية، وإذا ما أصابها أي ضرر، فإنه ينعكس على الكل الفلسطيني، وهذا مردّ القلق الذي بدأ ينتاب المواطنين، من استحالة توفر الخضراوات في الأسواق، وبأسعار في متناول اليد. وما ضاعف معاناة المزارعين هذا العام، أن الحكومة الفلسطينية التي دأبت على تعويضهم عن أضرار الكوارث الطبيعية، ومنها الرياح والصقيع، لم تبادر لأي شيء من هذا القبيل، بسبب أزمتها المالية، الأمر الذي يتهدّد المزارعين بكارثة فعلية.

Email