نعمة المطر تتحول إلى نقمة على بيوت فقراء غزة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما ارتبطت الأمطار بالخير، وانتظرها الفلسطينيون والمزارعون، ولقدومها سرت القلوب، وعلى وقع هطولها عاش الناس أجمل لحظات، لكن في قطاع غزة بدا الحال مختلفاً، إذ تحولت الأمطار إلى وبال، ومعاناة متجددة، يعيش الفقراء أسوأ فصولها. فبمجرد سماع العائلات الفقيرة بقرب وصول منخفض جوي ماطر، يسارع أربابها بجلب قطع من النايلون لفردها على الأسطح المهترئة، في محاولة منهم لمنع تسرب مياه الأمطار لغرف أطفالهم

بينما يطلق آخرون مناشدات لمساعدتهم من أجل حماية منازلهم من الغرق، فيما يقضي السواد الأعظم من الفقراء أيام الشتاء في ظل ظروف بالغة الصعوبة، ويصاب أفراد العائلات المستورة بنوبات برد وأمراض شتاء لا حصر لها، من شدة البرد الذي يتعرضون له، مع غياب وسائل التدفئة والأغطية الكافية.

ومع وصول أول منخفض شديد إلى غزة، غرق الأطفال والسكان الذين يعيشون في بيوت عشوائية ومسقوفة بألواح الصفيح، وبدأت طواقم الدفاع المدني بعملية إنقاذ للمناشدات التي وصلت لهم خلال فترة المنخفض.

في أول وصول للمنخفض، انتشرت صور غرق شوارع رئيسية في غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنت مع خروج طلاب المدارس من الدوام المدرسي، واضطروا للسير داخل برك مياه أمام مدارسهم غطت نصفهم السفلي، لتجاوز مياه الأمطار والوصول إلى بيوتهم، على الرغم من إعلان بلدية غزة عن استعدادها لفصل الشتاء مسبقاً. تبعها صورة لغرق حي الصحوة وسط مخيم جباليا، بعد تجمع مياه الأمطار في الحي، وغرق منازل السكان، وتعثر خروجهم من المنزل نتيجة تغطية مياه الأمطار لمداخل منازلهم، مما دفع الدفاع المدني إلى استنفار طواقمه لسحب المياه التي استمرت لساعات في الحي.

وبدأ السكان إطلاق نداءات استغاثة لنجدتهم من الغرق داخل منازلهم، وتسرب مياه الأمطار إلى غرف الأطفال من السقف والجدران التي تشبعت بمياه الأمطار التي استمرت لأكثر من ثلاثة أيام بشكل متواصل.

أشرف الأقرع رب أسرة مكونة من 30 فرداً، تسربت إلى مطبخ بيته مياه الأمطار، وأدت إلى سقوط كتل اسمنتية من سقف مطبخه المسقوف بالباطون، ويقول: «لم نتمكن من إعداد طعام الإفطار والغداء بسبب تساقط الكتل الاسمنتية من المطبخ، وليس بإمكاني إعادة ترميم المطبخ، فبالكاد أتمكن من توفير طعام أطفالي».

أشرف، عاطل عن العمل، ويعيش على المساعدات التي يتلقاها من المساعدات التي تصله من المؤسسات الخيرية العاملة في غزة، أصبح نهاره مثل ليله، بملاحقة مياه الأمطار ووضع أوعية أسفل كل ثغرة تدخل منها المياه في الغرف المسقوفة بالأسمنت.

حال أشرف هو حال آلاف العائلات في قطاع غزة التي تعيش في منازل بسيطة وقديمة، وأصبح المشهد السائد على مواقع التواصل الاجتماعي، للأوعية التي تغطي أرضية الغرف لتحمل بداخلها مياه الأمطار التي تسربت إلى المنازل.

وهناك مشهد آخر لأطفال انتشروا في منازلهم يحاولون إخراج مياه الأمطار التي أغرقت منازلهم خارج البيت، ليتمكنوا من السيطرة أخيراً بعد عناء على مياه الأمطار التي أغرقتهم، وأصبحت حياتهم جحيماً بقدوم موسم الأمطار. وما زال قطاع غزة يتعرض لمنخفضات متتالية، تحمل في طياتها برداً قارساً لأول مرة يمر على غزة، في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها السكان.

Email