تحرك أردني لإحياء مفاوضات السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين الملفات التي حملها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى واشنطن، القضية الفلسطينية وسبل التحرك لإنهاء حالة الجمود وتحريك مياه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الراكدة منذ عام 2014، ذلك أن الصفدي وكما قال في مقابلة، يرى تحديات وصعوبات كثيرة في وجه عملية السلام. لكنه قال: «لا يملك الجميع إلا العمل من أجل الوصول إلى حل الدولتين، لأن البديل هو المزيد من الصراع والتوتر الذي سينعكس على الجميع».

ودعا الصفدي إلى معالجة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها السلطة الفلسطينية، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن الحل الاقتصادي «لا يمكن أن يكون بديلاً عن الحل السياسي».

عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بالجامعة الأردنية، أستاذ العلاقات الدولية د. مازن العقيلي يرى أن التحرك الأردني يهدف لإعادة إحياء المفاوضات وعودة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية، مشيراً إلى أن إنعاش المسارات التفاوضية ستنعكس آثاره على الفلسطينيين والاستقرار والأمن في المنطقة.

حقوق سياسية

يضيف العقيلي أن «الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد على ضرورة إعطاء الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني رغم أنه لم يحددها»، مرجحاً التوصّل من خلال المفاوضات إلى «حل يرضي جميع الأطراف»، معتبراً أن المفاوضات تنبع من ضرورة عدم تهميش السلطة الفلسطينية كما حدث في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وتوقع أن تتضح خلال هذا العام إمكانية العودة إلى عملية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية مهتمة بإعادة التفاوض وإعادة دور السلطة الفلسطينية، معلناً أن هناك مباحثات في الغرف السرية بين أطراف عديدة ووسطاء من أجل المضي نحو هذه الخطوة.

المصالحة

ويشير الكاتب المختص في الشأن الفلسطيني، كمال زكارنة، إلى أنّ الجهد الأردني ينطلق من أبعاد عدة، فهو تأكيد على محورية الدور الأردني في أي مفاوضات قادمة بحيث يتضمن المساندة والمؤازرة للقيادة والحقوق الفلسطينية، وفي الوقت ذاته مراعاة للمصالح الأردنية في أي عملية تفاوض تتضمن ملفات المقدسات واللاجئين والحدود والمياه.

ويوضح زكارنة، أن الجمود الذي حدث كانت له عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني وعلى جميع الأطراف ويهدد استقرار المنطقة، في حين أن إعادة تحريك المفاوضات أمر في غاية الأهمية، مشيراً إلى مؤشرات ودلائل تؤكد أن هناك استئنافاً للمفاوضات قبل الصيف المقبل. وأوضح أن إنجاز المصالحة الفلسطينية الخطوة التي تسبق إطلاق المفاوضات، كي يكون الموقف والقرار الفلسطيني موحدين.

Email